6
سبتمتبر
2025
الوزير الكاذب حين يسقط القناع ...كتب محمد حنون
نشر منذ 9 ساعة - عدد المشاهدات : 34

في تاريخنا الإسلامي ثروة من القصص التي تصلح أن تكون دروسا" متجددة لكل زمان ومن تلك الحكايات التي تحمل في طياتها عبرة بليغة قصة وزير في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد اشتهر بالكذب وتلون المواقف حتى صار حديث الناس ومثار غضب هارون نفسه.

 وزير هارون  لم يكن يفتقر إلى الذكاء، لكنه سخره في غير موضعه كان إذا انكشف كذبه لجأ إلى حيلة جديدة وإذا عجز عن التبرير اتخذ وجها" آخر وزعم أن قصده مختلف يشبه الحرباء التي تغير لونها مع كل بيئة جديدة لكنه لم يدرك أن الحقائق لا تمحى مهما تزينت بالأباطيل.

وحين تراكمت الشكاوى   واجهه هارون الرشيد حاول أن يستعين بلسانه كما اعتاد غير أن الخليفة أدرك مكره وقال له عبارته الشهيرة إنك كلما انكشف وجهك الكاذب لبست وجها" آخر حتى صرت كالحرباء تغير ألوانك ثم عزله الرشيد وأبعده عن منصبه مؤكدا" أن الحاكم قد يتحمل خطأ نابعا" من اجتهاد صادق لكنه لا يغفر كذبا" متكرّرا" يدارى بحيل وتلاعب.

هذه القصة ليست مجرد حكاية تراثية بل هي رسالة معاصرة في زمننا هذا ما أكثر الأقنعة التي يرتديها البعض في السياسة والإعلام وحتى في المجتمع  غير أن الحقيقة تملك سطوة فهي كالنور مهما طال الليل لا بد أن تنكشف لان الكذب ربما يمنح صاحبه فرصة مؤقتة لكنه يسلبه أعظم ما يملك الثقة والثقة إذا ضاعت لا يعيدها تبرير ولا يرممها اعتذار.

اليوم وبعد قرون طويلة :

لا تزال القصة تتكرر وإن اختلفت الأسماء والمناصب نرى من يتخذ من الدين غطاء لتضليل الناس فيرفع شعارات الورع والتقوى وهو يغرق في الفساد ونرى من يتخفى وراء شعار النزاهة والإصلاح ليبرر استحواذه على المناصب والمال العام لكن كما لم تنفع الحيلة الوزير الكذاب في زمن الرشيد فإن الواقع المعاصر يكشف الوجوه المزيفة مهما طال الزمن فالأقنعة قد تخدع بعض الناس لبعض الوقت لكنها لا تخدع الجميع كل الوقت.

الكاذب يخسر أثمن ما يمكن أن يملكه الثقة قد يتسلق بها إلى منصب أو يحتمي بها خلف شعارات براقة لكن ساعة الحقيقة كفيلة بفضح زيفه وإسقاطه أمام الناس وان غدا" لناظره قريب.

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار