18
يونيو
2025
حين يُمتحن التاريخ… من يقف مع الحق ؟ بقلم جعفر العلوي
نشر منذ 6 ساعة - عدد المشاهدات : 16

في زمن تعرت فيه الأقنعة وسقطت الشعارات الكاذبة ، لم تعد المعارك مجرد صراع على أرض أو منشأة نووية أو توازنات سياسية ، المعركة اليوم هي بين الحق والباطل ، بين من ينصر المظلوم ومن يدعم جلاده ، بين من يحفظ كرامة الأمة ومن يبيعها على طاولات المصالح .
لنترك المذاهب جانبًا ، لا مكان اليوم لتصنيفات "سني" و"شيعي" حين تسقط الصواريخ على مدن المسلمين، وتُدك قواعد المقاومة ، ويُذبح الأبرياء على مرأى من عالم أعمى وأصم ، إن الحرب لا تفرق بين مذهب ومذهب ، بل تلتهم الجميع إذا ما استمر الصمت .
بينما كانت إيران تخوض مفاوضات فنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي ، نفذت "إسرائيل" عدوانًا مباشرًا على مواقع داخل العمق الإيراني ، بحجة "الردع الاستباقي" هذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز ، بأن "الضربة الإسرائيلية ضد إيران أتت رغم علم واشنطن الكامل بمسار التفاهمات النووية الجارية ، وهو ما يطرح علامات استفهام حول النوايا الحقيقية من التصعيد".
وهذا ما أكده أيضًا الباحث الأميركي Trita Parsi في حديثه مع قناة MSNBC بأن "الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر ضمنيًا للكيان الإسرائيلي ، لتوريط إيران وردعها عن أي نفوذ إقليمي ، حتى ولو تم ذلك على حساب أمن المنطقة بالكامل".
رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن تقليديًا ، حيث استخدمت لأول مرة منظومات هجومية متطورة، وصواريخ دقيقة ضربت عمق الأراضي المحتلة ، وهو ما وصفه المحلل العسكري في Haaretz بأنه "أخطر ما واجهته إسرائيل منذ حرب تشرين عام 1973".
أما وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشيه يعلون ، فقالها صراحة في برنامج بثته القناة 12 العبرية
" لم تعد لدينا اليد العليا ، لقد تغيرت قواعد الاشتباك بشكل لم نكن نتوقعه ، وإيران باتت تملك زمام المبادرة في ساحة الردع ."
من يظن أن الأمر سينتهي عند حدود طهران فهو واهم ، مشروع الصهيونية لا يقف عند نقطة خلاف دبلوماسي ، بل يحمل مشروع تفكيك كامل للمنطقة ، الباحث جوشوا لانديز كتب في Foreign Affairs 
"إن استمرار الضربات الإسرائيلية ومشروع التوسّع الصامت ، ينذر بتحول الخليج العربي إلى دويلات صغيرة خاضعة ضمن صفقة إقليمية يطلق عليها الناتو العربي _ الإسرائيلي والهدف منها ضمان التفوق الإسرائيلي المطلق لعقود قادمة."
أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فحذر في خطابه الأخير بمؤتمر طهران للأمن الإقليمي قائلاً :
" كل دولة تصمت اليوم على عدوان الكيان ، ستدفع ثمن صمتها غدًا ، نحن نعلم ما يُخطط للمنطقة ، ولكننا لا نخاف المعركة "
يا من تصطفون على الحياد وتظنون أن النار لن تمسكم ، تذكروا أن الذي يصمت عن الظلم اليوم ، سيكون أول ضحاياه غدًا ، انتصروا للإسلام ، لا لشيعة علي ، فهم ليسوا بحاجة لاستغاثتكم ، فقد علمونا كيف يكون الرجال ، أشداء على الكفار رحماء بينهم .
لكنهم أيضًا ، حين يُخذلون من إخوتهم ، لا يسقطون … بل يصنعون النصر وحدهم .
هذه ليست معركة إيران وحدها ، بل معركة الأمة كلها ، معركة العدالة في وجه الغطرسة والعنجهية ، معركة التاريخ الذي سيذكر من وقف ، ومن طأطأ ، ومن خان .


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار