16
يونيو
2025
|
بيعة الغدير تتويجٌ إلهيٌّ لعلي أميراً للمؤمنين (علية السلام) ..بقلم/جعفر محي الدين/النجف
نشر منذ 8 ساعة - عدد المشاهدات : 27
|
في صيفٍ قائظ و تحديدًا في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ، و على أرضٍ جرداء تُسمّى (غدير خم) وقف نبيّ الإسلام محمد (صلى الله عليه و آله) يخاطب عشرات الآلاف من المسلمين ، بعد أن نزل عليه الوحي في آخر محطات حجة الوداع ،
أمر الناس بالتوقف و أمر أن تُعاد من سبقت ، و أن تُلحق من تأخرت فالمقام ليس عابراً و الحدث ليس عادياً .
رفع النبي يد عليٍّ عليه السلام حتى بان بياض إبطيهما وقالها بوضوح لا يحتمل التأويل .. (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم و الِ من والاه و عاد من عاداه و أنصر من نصره و أخذل من خذله) .
لقد كانت تلك اللحظة إعلاناً سماوياً واضحاً لأختيار علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفةً و وصياً و إماماً بعد رسول الله ، لم تكن بيعةً سياسية بل كانت تكليفاً إلهياً ، و تتويجاً رسالياً لرجل لم يفارق النبي في سلمٍ ولا في حرب في ليلٍ ولا نهار ، و كان أول من آمن و آخر من ثبت ..!!
لم تكن بيعة الغدير مجرد موقف تاريخي بل كانت مفصلاً عقائدياً ، يؤسس لفهم الإسلام بمنهج واضح في القيادة ، حيث لم يترك الأمر للإجتهادات أو المزاجات أو صراع القبائل ، بل جاء القرار من فوق سبع سماوات على لسان نبي لا ينطق عن الهوى ..!!
و لكن كما هو ديدن التأريخ فإن الوصايا كثيرة ما تُنكَر و العهود تُنقَض ، و ما حدث بعد الغدير كان أوضح مثال على تغييب الحق و إقصاء الوصي ، لتبدأ معاناة الأمة الطويلة في التَيهان و الفرقة .
الغدير ليس مجرد ذكرى بل هو موقف يجب أن يُستحضر في كل عصرٍ و زمان ، لأنه يمثل الحقيقة التي حاول البعض طمسها ، لكنه بقي خالداً في ضمير المؤمنين الذين لا ينسون ، أن الإمامة عهدٌ من الله و ليست صفقة سياسية ،
فلنُحيي يوم الغدير بيعة الوفاء و عهد الولاء و تجديد الإيمان بولي الله الأعظم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ./أنتهى
صور مرفقة