13
مايو
2025
هل للفرح مواعيد ؟ شكراً صديق الطفول/عبدالعظيم حالوب/هولندا
نشر منذ 9 ساعة - عدد المشاهدات : 28

في زحمة الحياة، كثيرون يعيشون على وهم أن أمامهم متسعٌ من الوقت، يؤجلون الفرح، ويؤخرون الأحلام، ويضعون للسعادة موعداً اسمه"التأجيل".  يربطون الفرح بالإنجاز و السرور بالنجاح  والراحة الحقيقية بالتقاعد. فكثيرا ما تتردد في خلجاتنا  "سأستمتع بالحياة لاحقًا"، وكأن العمر صكٌ مفتوح لا تاريخ لانتهائه.

اعتقاد شائع  لدينا نحن البشر لكنه مخادع. نظن ان الحياة طويلة بما يكفي لتأجيل كل ما يبهج الروح ويضيء القلب. لكن الحقيقة أن العمر يمضي بسرعة لا نكاد ندرك مروره، يمضي ونحن منشغلون بالتخطيط للغد دون أن نعيش يومنا. تمر السنوات، وتذبل الأحلام المؤجلة، ولا يعود الوقت يسعفنا للحظةٍ من النقاهة.

في زوايا المستشفيات، وعلى مقاعد التقاعد، وفي لحظات الصمت قبل النوم، يُعيد الكثيرون حساباتهم. يتذكرون الفرص التي أضاعوها، والضحكات التي خنقوها، والمناسبات التي لم يحتفلوا بها انتظارًا لفرحة أكبر... لم تأتِ أبدًا. والأشخاص الذين كانوا بالأمس متاحين لنا, اليوم قد رحلوا…

الحياة لا تضمن غداً  لأحد ، ولا تمنح وعودًا بالفرح في الوقت الذي نختاره. فالفرحُ ليس مكافأةً بعد المشقة، ولا عنواناً يمكننا قصدهُ حين يتسنى لنا الوقت, بل علينا جعله رفيقاً دائماً على مداد الطريق. قد يكون عند لقاء الله تعالى عند فرض عبادة, او  ربما عند فنجان قهوة مع  اخٍ او صديق، أو اثناء غروب شمس هادئ، أو فليكن في لحظة إنجاز صغير لنسمح لأنفسنا أن نحتفل بها.

الذين يؤجلون السعادة والفرح ينسون أن العمر ليس في عدّ السنوات، بل في نبض اللحظات. وأن السعادة لا تُصنّف كأولوية ثانوية، بل هي وقود الاستمرار في رحلة الحياة الناجحة. في ركام الصور الفوتوغرافية القديمة, وقعت في يدي صورة عمرها ثمان وعشرين عاماً مع صديقٍ جميل. كنا نبلغ معاً ثمانية عشر عاما. ولم اتوان  في إرسالها إليه عبر جهاز النقال. ليشكرني برسالة صوتية اني ذكرته بهذه الصورة ويضيف "كم كنت أظن حينها أن الحياة طويلة, وكم أنا نادم الآن على تأجيل الافراح"..! شكرا لصديق الطفولة العزيز ساري الذي نبهني لهذه الحقيقة فأوقد روح الكلمات لدي لاكتب هذه السطور. من يعيش على أملِ أنه "سيفرح لاحقًا" قد لا يجد ذلك اللاحق أبدًا. فلنكن أكثر وعيًا بقيمة اللحظة، و لنمنح أنفسنا حق الفرح الآن, مهما قل الموجود و بدا بسيطًا, حامدين الله على ما آتانا.. لأن الحياة، ببساطة، لا تنتظر./انتهى

 

 



صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار