|
21
فبراير
2021
|
مقبرة تفتح النفس ..!!بقلم : الصحفي هادي جلو مرعي/ بغداد
نشر منذ Feb 21 21 pm28 06:46 PM - عدد المشاهدات : 407
|
مع الانتقادات اللاذعة التي يوجهها معتنقو
ديانة السوشيال ميديا لتوجهات نحو التأسيس لمقابر نموذجية ، لكن الفكرة ليست سيئة لجهة
إننا كمسلمين نمتهن الحزن ، والحديث عن الموت والآخرة وحفر القبور وتزيينها ، وبناء
الشواهد عليها لترتفع عالية بمايخالف الشريعة لجهة التوصيات الدينية ، التي توصي بالقبور
الدارسة وإتخاذها عبرة ، ومن ذلك قول الرسول الأكرم ، كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا
فزوروها فإنها تذكر بالآخرة ، ولعلنا نتمنى أن نراها كحديقة غناء مزهرة ، وربما كان
سبب أن مقابر المسلمين شاحبة ومخيفة ، يعود لعقيدتهم التي تنهى عن الإعتناء الفائق
بها وتزيينها .
في النجف أكبر مقبرة على وجه الأرض ، وقد
مضى عليها عشرات القرون ، ومنذ ظهور القبر الشريف للإمام علي فيها ، حيث أخذ الناس
يدفنون موتاهم طلباً للشفاعة والتبرك ، وكثير من الشيعة في العراق وبلدان الجوار والعالم
ينقلون موتاهم إليها ، حتى اتسعت وامتدت على نحو كبير في الصحراء ، وقد سمعت السيد
مؤيد الجبوري وهو مستثمر يتحدث عن تهيئة أرض لتكون مقبرة نموذجية في النجف ، وهو عمل
يمكن أن يسهم في وقف العشوائية في الدفن ، والأتساع الذي يخالف هندسة المقابر التي
يجب أن تعتني بالمكان والحضور والقدرة على الوصول ، والأمر كله تدبير لاعلاقة له بإيذاء
النفس ، وتخريب الوجدان كما فهمنا في وقت سابق ، حيث يعترض الناس لفرط حزنهم ومعاناتهم
على مثل هذا الشكل من التفكير والتخطيط .
في بلاد أوربية وفي أمريكا وكندا ودول في
الغرب والشمال يعتني الناس بالمقابر بطريقة تلقائية ، فهي مزروعة بالأشجار والأزهار
، وتمتد فيها دروب معبدة للمارة ، ومواقف سيارات ويغطيها النجيل الأخضر ، وكنت مررت
بمقبرة في واشنطن العاصمة ، وكانت مبهرة ورائقة ولاتبعث الخوف في النفس ، ومثل ذلك
في مقبرة جنوب طهران ، وربما كان خراب مقابرنا إنها في مناطق صحراوية وحارة ومزعجة
، وربما يكون لعامل البيئة أثر سيء في خياراتنا في الحياة وفي الموت./ أنتهى