7
مايو
2025
عندما يتقاعد القلم......نداء الى الاستاذ مؤيد اللامي/عبدالعظيم حالوب
نشر منذ 20 ساعة - عدد المشاهدات : 59

في زوايا الوطن، وعلى امتداد مساحاته الشاسعة، كتب الصحفي العراقي سطوره بمداد المتاعب والتعبير عن الأحداث ديباجات، تكللت لياليه بوهج الحقيقة التي سعى لنقلها للناس دونما كلل أو ملل. منهم من قدم حياته ثمناً للحقيقة، ومنهم من تجرع مرارة الرحيل عن الوطن ثمناً لشغفه بمهنة المتاعب. صحفيون أفنوا أعمارهم في الميدان، صقلتهم التجربة، وزادهم الوطن وفاءً. وتمر الايام ويحدودب  الظهر ويصبح الاسود ابيضاً. انه ببساطة  سن التقاعد. هي مأساة بحجم وطن. صحفيون خدموا العراق بمساحاته المترامية، وثّقوا الحروب والسلام، نقلوا هموم الناس وآمالهم، وحملوا أقلامهم كما يحمل الجندي سلاحه… ولكنهم حين تجاوزوا سن التقاعد، توقفت أيديهم المرتجفة عن الكتابة، لم يجدوا تقاعداً ولا راتباً يسد الرمق، وكأنهم لم يكونوا يوماً من ركائز هذا الوطن!
 قبل يومين, رن جرس الهاتف وإذا بصديق يهاتفني, هو صديق  بالمفهوم الإنساني  وأستاذ بالمنظور المهني. إذا قرأت مقالة من مقالاته  تجزم وكانك امام شاشة كبيرة تستعرض ما يود قوله. دقيق الوصف  جميل التعبير. في خضم حديثنا.. سالته : لماذا امتنعت عن الكتابة؟ اجابني : لا.. الكتابة  هي التي امتنعت عني، استجابةً لمقتضيات الضرورة وتسالَ متردداً:"هل يُعقل أن يتقاعد القلم  التفاتة لشروط الكرامة؟!

سؤال يفرض التأمل والتمعن في حيرة القلم والكرامة!

هذا الانسان الوقور ليس سوى واحد من هؤلاء الذين تحسبهم اغنياء من التعفف، لا يسألون الناس الحافاً. ولكن لو تمعنت قليلا في حياتهم لوجدتها  فاجعة في ماساة. وهو من بين هؤلاء الصحفيين الذين  لم يحظوا بفرصة التعيين الحكومي طيلة حياتهم المهنية. فكما هو معروف أن فرصة التعيين الحكومي في مجال الإعلام هي ضئيلة مقارنةً بالمجالات الأخرى. ما يتعين عليك خيارين لا ثالث لهما. اما التفرغ التام للصحافة ونسيان التعيين، وأما التعيين ونسيان الصحافة، وبالتالي ممارسة العمل الصحفي كهواية في دوام جزئي.

إن معاناة كوادر الإبداع في الصحافة العراقيةً وعبر الحقب السياسية التي عاشها العراق كانت معاناة فيها الكثير من الحب والمرارة .. المرارة التي تكمن في أن الصحفي الذي يعمل من الظهر إلى ما بعد منتصف الليل لمتابعة آخر الأخبار، ويتقاضى قليلاً من الأجور،  يبقى في عوز اقتصادي سواء خلال عمله الصحفي أو حين يداهمه النعاس والتعب في آخر العمر..! بعض الصحفيين وهم قلة يضطرون للعمل في مؤسسات الدولة حتى يضمنوا شحيح الراتب التقاعدي حين يتجاوزون سن التقاعد.

هنا يأتي دور نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي الذي غمر برعايته حنان اهل الصحافة في نقابة متزنة وأحاطها في مقر يليق بها وبالصحافيين ويليق بالزائرين من العرب وغير العرب .. لا شك ينشغل بأهمية قانون تقاعد الصحفيين، وهو نقيب الصحفيين الذي عرف بحنانه الثقافي، واتصور ان في درج مكتبه الاول قانون التقاعد الذي يفرح أصحاب مهنة المتاعب حين يصبح منجزا إنسانيا وإقتصاديا.

إننا نؤمن بأن نقابة الصحفيين بحكمة الخبير الذي حقق إنجازات واضحة وضوح الشمس قادرة على تحويل هذا النداء إلى قانون، وهذا الحلم إلى واقع...وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم./انتهى

صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار