![]() |
|
|
18
ديسمبر
2025
|
السرّ المرعب … الرياضيات لغة الكون .....بقلم الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 36
|
ليس أعظم ما في الكون اتساعه ولا أعنف ما فيه انفجاراته بل أكثر ما فيه رعباً … دقته المتناهية !!
دقة لا تُحتمل … دقة تجعل الصدفة مستحيلة( %0.0)
الكون لم يُبنَ بالكلمات ولا بالصور ولا حتى بالقوانين البشرية… بل بــ لغة واحدة فقط ( الرياضيات )
العلماء لا يخلقون القوانين … لا يخترعون المعادلات.
هم فقط يعثرون عليها كما يعثر شخص على نقش قديم محفور في الصخر منذ الأزل !
معادلات الضوء و الجاذبية و حركة الإلكترون و تشكّل الذرة و تمدد الزمكان… كلها كانت تعمل قبل أن يوجد العقل الذي اكتشفها بمليارات السنين.
كانت صحيحة و دقيقة و لا تخطئ وكأن الكون كان ينتظر من يقرأ شفرته.
الكون… آلة مكتوبة مسبقاً من أصغر جسيم دون ذري إلى أعظم مجرة تدور في الفراغ كل شيء يطيع أوامر رقمية صارمة ؟؟
الإلكترون لا يخطئ مداره و الضوء لا يضل طريقه و الجاذبية لا تتردد !!
الزمن نفسه يسير وفق معادلات لا ترحم ؟
لا يوجد ( تقريب ) في الطبيعة … لا يوجد ( خطأ بسيط )
كل شيء مضبوط كما لو أن هناك مخططاً رياضياً سابقاً قبل الوجود.
وهنا يبدأ الخوف الحقيقي… رعب الثوابت الكونية
لو تغيّر ثابت كوني واحد— واحد فقط— بنسبة واحد من مليار (% 0.0000000001) … سوف ينهار كل شيء في الكون !!
• لا نجوم.
• لا ذرات مستقرة.
• لا كيمياء.
• لا حياة.
• لا زمن بالمعنى الذي نعرفه.
إما كون ينفجر فور ولادته أو كون ميت لا يتشكل أصلًا.
هذه ليست مبالغة فلسفية بل نتيجة حسابية باردة.
فأي عقل يصدق أن هذا التوازن الخارق هو صدفة عمياء ؟
أي منطق يقبل أن هذا الانسجام العددي المرعب نتج من فوضى ؟؟
الرياضيات ليست اختراعًا… بل أثراً
الرياضيات لا تُخترع لأنها تعمل حتى في الأماكن التي لم يصلها إنسان.
في قلب نجم يبعد ملايين السنين الضوئية وفي لحظة ولادة الكون الأولى وفي ثقوب سوداء لم يرها أحد.
هي ليست من صنعنا نحن فقط نتعثر بها.
وكأن الكون يقول لنا ( أنا مكتوب… قبل أن تُقرأ )
عندما تصبح الأرقام آيات
هذا الانسجام العددي وهذا الميزان الذي لا يختل وهذه القوانين التي لا تُخالف نفسها…
ليست مجرد جمال علمي إنها رسائل كونية.
﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر﴾
قدر… أي مقدار … ميزان … حساب.
الرياضيات ليست نقيض الإيمان بل هي أحد أعظم الأدلة عليه.
لأن الصدفة لا تكتب معادلات والفوضى لا تُنتج ثوابت والعدم لا يبرمج كوناً .
الخلاصة المخيفة
نحن لا نعيش في كونٍ عشوائي… نحن نعيش داخل نظام رياضيات صارم محكوم بدقة تجعل الخطأ مستحيلًا.
كونٌ لا يسمح لك بالعبث ولا يغفر لك الانحراف ولا يقبل إلا التوازن المطلق.
وهذا هو السر المرعب في الرياضيات
أنها تكشف لنا أن الوجود ليس فوضى…
بل قراراً محسوباً بدقة إلهية لا تُخطئ
