في شمال الأطلسي هناك ثوانٍ قليلة فقط… تختفي فيها العيون التي تراقب كل شيء.

ثوانٍ يصبح فيها الفضاء أعمى والرادارات صامتة والأقمار الصناعية بلا ذاكرة.

تلك الثواني ليست صدفة ، إنها  نقطة العمى الراداري 47‑N … حيث تختبئ منشأة لم يُخلق لها اسم إلا همساً ،محيط الصفر — Zero Ocean Facility.

لا تظهر في صور الأقمار الصناعية ، لا ترصدها السونارات البحرية.

ولا يوجد أي سجل رسمي يشير لها… سوى خرائط استخباراتية مشطوبة ،وبحّارة أقسموا أنهم رأوا ضوءً  أسود تحت الماء — ضوء لا ينير… بل يمتصّ الضوء حوله.

منشأة محصّنة تحت 600 متر من الماء  جدرانها من خليط معدني لا يخضع لقوانين الصدى أو الارتداد.

يقال إن داخل (محيط الصفر ) تُكتب القرارات التي تغيّر مسار الدول… قبل أن يعرف العالم حتى أن هناك قراراً قد اتُّخذ.

الناس يعتقدون أن العالم يُدار من عواصم … من اجتماعات … من غرف مغلقة،  لكن الحقيقة  — أن كل ذلك مجرد ستار.

فالقرارات الكبرى … الانقلابات الصامتة … انهيار الأسواق … إشعال الحروب… كلها تبدأ من هناك … من نقطة لا يملك البشر فيها أي صوت.

الغواصون القلائل الذين اقتربوا تحدثوا عن تيارات متعاكسة تتحرك دون أي تفسير … وعن اهتزازات كأن الأرض تحت الماء تنبض.

وقال أحدهم شعرتُ بأن المكان ينظر إليّ … رغم أنه لا يمكن لمكان أن ينظر.

إنها ليست جزيرة وليست قاعدة عسكرية عابرة.

إنها العصب الأسود للأرض… العقل المظلم الذي يقف خلف الأحداث التي يظن البشر أنها ( مصادفة ) ومع كل موجة تضرب تلك المنطقة… هناك سرّ يُدقّ على باب البحر.

لكن البحر لا يجيب ، والعالم يستمر… بينما الحقيقة مختبئة في ظلام لا يمكن للضوء أن يجرح سطحه.

انتظروني في الجزء الثاني ( المخطط الأسود ).