![]() |
|
|
26
اكتوبر
2025
|
العناية المركزة ... بحاجة لسرير حتى يفيق المريض ... بقلم جعفر محيي الدين / النجف
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 13
|
قبل أيام عشنا تجربة صعبة مع أحد
أصدقائنا الذي احتاج سريراً بالعناية المركزة بشكل عاجل تحركنا بكل الطرق، اتصلنا،
توسّلنا، ناشدنا الموظفين… وكل شيء بلا جدوى!! والوقت كان يركض أسرع من أنفاس
المريض، حياة إنسان معلقة على سرير واحد، لا موجود!!!
هذا الواقع ليس استثناءً، بل يعكس
مشكلة أوسع مستمرة منذ سنوات طويلة، المرضى يعانون من نقص الأسرّة منذ زمن بعيد،
والمعاناة صارت جزءاً من يوميات أي مواطن يطرق أبواب المستشفى، الانتظار أصبح
جزءاً من العلاج، والزخم صار قانوناً لا يمكن تجاوزه.
العراق بلد مليء بالمصائب منها حوادث
الطرق، الحوادث الطارئة، كوارث العمل، وحتى الأعمال الإرهابية… وكل هذه الحالات
تحتاج عناية مركزة فورية، ومع كل هذا نجد أنفسنا أمام واقع مهزوز أسرّة قليلة،
مستشفيات مزدحمة، ومرضى يقفون على أبواب الحياة والوفاة، لا فرق بين شخص عادي أو معروف.
الوضع مؤلم وساخر في الوقت نفسه،
الدولة تقول إنها تطوّر القطاع الصحي، لكن المريض ينتظر وكأنه في مسابقة حظ!!
والطاقم الطبي يحاول جاهداً وسط نقص الأجهزة والزخم الهائل، كل دقيقة تأخير قد
تكون الفرق بين الحياة والموت، ومع ذلك نسمع الأعذار نفسها منذ سنوات نقص المعدات،
الزخم شديد، صبروا شوي… وكأن المرضى مجرد أرقام في جدول إحصائي!!
نحن لا نطلب المستحيل، بل نريد سريراً
لكل مريض يحتاجه، وضميراً صحياً يصحى من غفوته الطويلة،
العناية المركزة ليست رفاهية، إنها
شريان الحياة لأي مريض يمر بموقف طارئ، سواء حادث أو مرض حاد أو كارثة، كل يوم
ننتظر أن تستيقظ الصحة من غفوتها، قبل أن يركض الوقت أسرع من أنفاسنا.
وحتى اليوم، ومع كل الزخم وكل الأزمة،
يبقى السؤال إلى متى سيبقى هذا الحال؟ ومتى تصحى الصحة من غفوتها؟.
