![]() |
|
10
يوليو
2025
|
زيارة السوداني إلى النجف ما بين توقير المكان و استفهام السكان!!!
نشر منذ 9 ساعة - عدد المشاهدات : 11
|
بقلم
الكاتب : جعفر محي الدين/النجف
في
مدينة تتكئ على سبعة قرون من الوعي و التاريخ ، و في طرقاتها التي مشت عليها أقدام
العلماء و الشهداء ، حلّ عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضيفاً عزيزاً ، في
زيارة أثارت من التساؤلات ما لم تكتفِ به الكلمات الرسمية .
فبين
من رأى فيها تجسيداً للإهتمام الرسمي بالمدينة المقدّسة ، و من قرأها كمشهد علاقات
عامة تغيب عنه المضامين الحقيقية ، ظلّت النجف كعادتها تُصغي بوعي صامت ، لكنها لا
تنسى أن تقرأ ما خلف السطور ..!!
مزيج
من الترقب و الإستياء الشعبي ، رغم الهالة البروتوكولية التي أحاطت الزيارة ،
عبّرت شريحة غير قليلة من أبناء النجف عن أستيائها بصمت مدني ولا صراخ فيه ولا
صدام ، بل تساؤلات مشروعة عن المغزى الحقيقي من الزيارة .
لماذا
تأتي الزيارة في هذا التوقيت دون أن يسبقها إنجاز ملموس على أرض المدينة ..؟
ما
جدوى الوعود التي تكرّرت مراراً من حكومات متعاقبة ، و ماذا تغير في واقع النجف ،
منذ الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء و حتى هذه الزيارة ..؟
هل
كانت الزيارة لتقديم حلول أم لتسويق إنطباع سياسي تجاه المرجعية لا أكثر ..؟
في
سوق النجف و بين جدران الحوزة و حتى على أرصفة مقبرة وادي السلام ، كانت هناك
كلمات تتداول همساً ما نريده من بغداد ليس السلام ، بل الإعمار لا نحتاج إلى الصور
بل إلى الصدق و التنفيذ .
لعل
البُعد الأهم في هذه الزيارة هو البعد المرجعي ، حيث تسعى الحكومة إلى تثبيت علاقة
متوازنة مع الحوزة العلمية العليا ، و إن لم يُعلن عن لقاء مباشر مع المرجعية ،
فإن القرب المكاني له رمزيته السياسية و الروحية ..!!
و
من الزاوية الإستراتيجية تأتي الزيارة في ظل ظروف سياسية حساسة ، قد تسعى بغداد من
خلالها إلى ترسيخ مكانة السوداني كقائد جامع ، و قادر على عبور الحساسيات بين
الدولة و المرجعية ، بين القرار التنفيذي و الصوت الديني .
أما
من جهة الشارع النجفي فإن الزيارة لم تنجح بعد في تبديد شكوك المواطنين حول جدية
المشاريع ، خصوصاً في ظل تردّي بعض الخدمات و تعثر المشاريع الكبرى ، التي تم
الإعلان عنها سابقاً .
إن
زيارة السوداني للنجف و إن بدت في ظاهرها خطوة نحو التقارب ، فإنها في أعين النجفيين
لم تكن سوى وقوف على العتبة ، أما الدخول إلى قلوب المدينة ، فيتطلب شيئاً أبعد من
الكاميرات صدقاً في النية و وفاء في التنفيذ .!!
النجف
لا تُخدع ولا تُغرى بالعبارات لأنها مدينة تأسست على البصيرة . فهل تكون هذه
الزيارة بداية طريق جديد ، أم مجرد حلقة مكرّرة من مشهد طالما شاهدته المدينة من
شرفة الصبر..؟؟ مجرد سؤال .