13
نوفمبر
2021
لعبة الانتخابات على صفيح البصرة الساخن
نشر منذ Nov 13 21 am30 07:41 AM - عدد المشاهدات : 1490

البصرة / المرسى نيوز / رمزي كاظم

البصرة مدينة الحب و السلام تتلاطم تحتها أمواجٌ سوداء، تمثل واحدة من أكبر مراكز  احتياطي النفط الخام في العالم . فهي تيردون كما سُمِّيت في زمن نبوخذ نصر، . ملتقى لاثنين من أطول أنهار العالم، سطحها زراعة، وبطنها ذهب اسود، وسماؤها ممطرة مشرقة، يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، يعيش معظمهم تحت خط الفقر، وتنتشر بينهم البطالة والنزاعات العشائرية. وهي ساحة لكل الحروب التي مرت على العراق، منها انطلقت شرارة ثورات، كما أنها ملهمة انتفاضات. لكن مع صيف كل عام وارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة، ينتشر الهلع بين صفوف المسؤولين في البصرة، خشية اندلاع الاحتجاجات على سوء الخدمات الأساسية كالماء الصالح للشرب والكهرباء. وقد تفلت السيطرة عليها كما حدث في سنوات عدة، منذ عام 2010، إذ تنتقل تلك الشرارة من البصرة الى بقية مدن العراق، لاسيما الجنوبية والوسطى منه! 

وربما انتخابات تشرين 2021 مثال على امتداد انتفاضة البصرة جغرافياً وزمنياً، إذ يعد اغتيال المتظاهر البصري الشاب منتظر الحلفي الذي خرج في تموز 2015 مطالباً بالكهرباء شرارة تغيير واسع في العراق! فمنذ   ذلك التاريخ "لا يمر عام  والعراق ليس فيه  احتجاج " حتى اندلاع انتفاضة تشرين في أكتوبر 2019 التي اجبرت حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة !

        انتخابات البصرة: وجوه جديدة .. وعود قديمة

الانتخابات البرلمانية الأخيرة 2021 أبرزت مرشحين جدد و كتل جديدة

فما الذي حملته الوجوه الجديدة من "أحلام" ووعود لناخبيهم؟

رأى عدنان الجابري قائم مقام قضاء"المدينة"شمالي البصرة  الذي قدم نفسه لناخبيه مستقلا "إن البصرة مسلوبة الإرادة والقرار". وإذا كانت نظرة الجابري بمثابة مراجعة لأداء البرلمانيين والبرلمانيات الذين مثلوا البصرة في الدورات البرلمانية السابقة، فإنها أيضاً تلفت الانظار الى الوعود التي أطلقت ولم تتحقق طوال الدورات السابقة، والتي لم تبتعد عنها برامج الناخبين الجدد منهم وغير الجدد، على غرار مشروع إقليم البصرة ومشروع البترودولار وميناء الفاو، (المعطل) الذي أسماه المرشح والمهندس البحري المستقل في تجمع الفاو - زاخو، وائل عماد المكصوصي إذا ما نُفذ سيكون ملهب ناري للاقتصاد العراقي. أن حل مشكلات البصرة بحاجة أولاً الى تفكيكها واحدة تلو الاخرى عبر" تفعيل بعض القوانين المركونة منذ سنوات عدة، مثل قانون الاصلاح الزراعي، وحماية الصيادين من الاعتداءات من دول الجوار، كما عبر عنها المرشح في حركة "وعي" الأستاذ هشام الراوي. وتفعيل صندوق البترودولار للمحافظات المنتجة للنفط، ورفع حصة الفرد من النفط كما يطرح السيد عبد القادر محمد المالكي المرشح عن "قادمون".

كل هذه البرامج التي يقدمها المرشحون تبعث الأمل في قلوب أهل البصرة، لعلهم يحظون ولو بالقليل من حقوقهم المسلوبة عند وصول هؤلاء المرشحين إلى البرلمان!

 مايريده الناخب : من الحلول العامة الى الحلول الفردية

 كان  الإحباط وراء تقدم التربوية انتصار المالكي  للترشح ضمن تحالف قوى الدولة، كما عبرت . والتي عند سؤالها عن سبب ترشيحها أجابت: "ملينا"، فيما عبر ثائر المنصوري رئيس منظمة انا بصري للتنمية و التطوير على مقدار الشعور بالخيبة والمرارة التي يحملها  أهالي البصرة من جراء تواضع أداء ممثليهم في البرلمان، وشعورهم بأن من منحوهم أصواتهم تخلوا عنهم لصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية.

وتأمل  المرشحة عن حركة وفاء العراقية الناشطة والدكتورة في اللغة الإنكليزية وسن فتحي، أن تكون هذه الانتخابات "بذره خير لزرع الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وبينه وبين ممثليه في البرلمان"

فما الذي يحتاجه المرشح  لاستعادة ثقة الناخب بعد 18 عاماً من الوعود غير المتحققة والفوضى والتبعية والفساد التي أطاحت بأحلام البصريين كما العراقيين جميعهم؟

ويقول المواطن غسان  : "أنا انتخبت من أعتقد انه يستطيع توفير فرصة عمل لي، أو يقضي  حوائجي في مؤسسات الدولة" وهو أمر يشاركه فيه كثير من أبناء المهنة الواحدة الذين صوتوا لمرشح من مهنتهم ضمن دائرتهم الانتخابية، أملاً في تحسين الوضع المعاشي للعاملين في المهنة على غرار العمل النقابي"!

الخارطة الجديدة بعد الانتخابات

من الملاحظ ان الخارطة الجديدة في محافظه ألبصرة تغيرت تغييرا كبيرا هناك كتل سياسية قد اختفت او انحسر وجودها وهناك كتلة حافظت على وجودها في الساحة السياسية واخرى برزت و حققت عددا لا يستهان به من المقاعد.

 المواطن العادي  بالعادة لا يهمهم النتائج و الصراع على مصداقية النتائج الاولية ام لا همهم تقديم الخدمات وتحسين الوضع المعاش  وبالتالي كم سيحافظ البرلمانيون الجدد على وعودهم هل سيبقى المستقلون مستقلين ام سينخرطون بكتل جديدة أو مع كتل قديمة لها الثقل السياسي الأكبر كل هذة الأسئلة و اكثر ستفصح عنها الايام و في عيون البعض لمعة من بريق الأمل و خوف من المستقبل

إن شِباك البرلمان ما زالت تنتظر الأهداف! فهل سيحقق المرشحون الجدد تلك الأهداف، وهل سيوفون بالوعود القديمة؟

تحقيق الوعود التي باتت مكررة ومشتركة بين المرشحين السابقين والحاليين (بترودولار - بطالة - استثمار -  فرص عمل - هيبة الدولة) هو ما ينتظره الناس والمراقبون، في ظل وضع سياسي محلي مؤسف، وإقليمي ودولي خطير.

الملعب للكبار، والعراق أكبر الملاعب، لكن اللعب يجري على صفيح ساخن، لا تعرف متى يُحرق مَنْ .. فهل تحمل انتخابات تشرين لأهالي البصرة رياح التغيير مثلما فعلت البصرة للعراق طوال سنوات مضت؟./انتهى

 

 


صور مرفقة







أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار