![]() |
|
22
يونيو
2020
|
شجرة آدم في القرنة ، ما بين الخيال والعلم والحقيقة ..
نشر منذ Jun 22 20 pm30 03:35 PM - عدد المشاهدات : 1898
|
البصرة / المرسى نيوز / ناظم المناصير
منذ سنوات ، وأثناء سفري الدائم بين
البصرة وبغداد أو بين البصرة والعمارة بحكم عملي الوظيفي .. السائق الذي كان معي
يقود السيارة ، يفتح المذياع يغني مع المطربين أو نستمع سوية إلى الأخبار وبعض
البرامج الإذاعية ..
عند عودتنا ذات مرة من بغداد ، قال لي
السائق :
ـــ من رخصتك أستاذ ، أما تحبُّ أنْ
نشرب الشاي بالقرب من شجرة آدم ؟
قلتُ له :
ـــ أنا من زمان كنتُ أتمنى أن أرى هذه
الشجرة ..
أدار مقود السيارة وأركنها بجوار
سياجها الذي نصبته مؤسسة الآثار والتراث ضمن اهتماماتها في سنة 1981، كون الشجرة
من المعالم التاريخية والسياحية في المنطقة وكما تشير اللوحة الصغيرة أمامها ، وكم
كنتُ أتخيل أنّ جميع المصادر تؤكد أنّ المنطقة كانت قديماً مغمورة بالمياه ولا
يمكن لنا أن نتصور أنْ تنبتَ شجرة كهذه في المنطقة ..
يُقال أنّ عمرها تجاوز الألف سنة بينما النبي آدم خلقه الله سبحانه وتعالى
قبل ملايين السنين .. وفي الحقيقة الناصعة كنتُ لم أصدق هذا الشيء ، وفي أحدى المرات
جلستُ بقربها لتناول الشاي .. لكني وجدتُ عدد من النساء مع أطفالهن يتبركن بها ،
وفي مرة أخرى ذهبتُ بعيداً في تصوراتي وأنا جالس في قسم التاريخ في كلية الآداب /
جامعة البصرة ، وجاء حديث نادر عنها ، أحد الأساتذة قال :
ـــ أنا شخصياً لا أؤمن من أنها شجرة
زرعها النبي آدم (ع ) وتبقى هذا العمر الطويل .... لكنه أتكأ على الكنبة وحدثنا
قائلاً :
ـــ يُقال أنه قبل سنوات تغور في القدم
كأن يكون ألف عام أو أقل ، كان هناك رجل يُدعى بنفس الإسم ( آدم ) بنى كوخاً وسكن مع عائلته بنفس المنطقة .. وإستقر بهم الحال
في عملهم بالزراعة ، كما زرعوا الخضروات وأشجار الفواكه ، وفي سنوات لاحقة
نبتت شجرة سدر كبيرة بالقرب من سكنهم .. أعتنى ذلك الشخص بها ..
وكما قال آخر :
ــــ أنه من الجائز آدم زرع هذه الشجرة
على غرين الطين بعيداً عن مياه البحر قديماً ..
تُعتبر شجرة آدم رمزاً ولغزاً تاريخياً تقع عند إلتقاء نهري دجلة والفرات
..وكما يقول بعض المهتمين أو من ذوي الإختصاص ، إنها تعود إلى عصر الأنبياء ، ودراسات
أخرى تُؤكد على أنها شجرة عادية ، ومهما وصلت مكانتها وقدسيتها ، فلا يجوز مطلقاً
التبرك بها أو إعتبارها كمزار من المزارات التي يتعنى بزيارتها بعض المتخلفين من
الناس..
ـــ سألت ُ ذات مرة أثناء رجوعي من
العمارة رجلاً كبير السن عنها ، فقال لي :
ـــ هذه الشجرة منذ كنتُ طفلاً نأتي
عندها وألعبُ مع أصدقائي تحتها ونجد فيها الحمل القليل عبارة عن كرات صغيرة تشبه
ثمر السدر ( النبق ) وهي حاليا ً ما تبقى منها إلاّ جذع وسيقان قليلة .. عمرها لم
نتأكد منه ، وكما يقول أجدادنا ، أنها ليس لها عمر وقد يكون عمرها أكثر من ألف سنة
..
هناك عدة آراء ومقالات وما كتب عنها ، على أنّ النبي ابراهيم (ع ) هو الذي
قام بزرعها ، أو أنّ هناك من يقول أنّ عمرها تجاوز حدود المألوف بفارق كبير ..
وفي مجال آخر جاء بالكتابات ، أنها
بقيت إلى هذا اليوم كرمز للقوة والصمود أمام نائبات كل الدهور من حروب وظروف جوية
ومناخية وفيضانات ومواسم الجفاف .