18
يونيو
2020
بعد ان نجت مع والدها ...الايزيدية دليمان .. تحدت الصعاب وواجهت الخوف وعادت الى مدينتها سنجار بحثاً عن الأمان
نشر منذ Jun 18 20 am30 06:32 AM - عدد المشاهدات : 1799

 

بغداد / المرسى نيوز / حاورها علاء صابر الموسوي

دليمان رشو علي فتاة ايزيدية ذات العشرين ربيعاً تحدت كل الصعاب وواجهت الخوف والوحشية في حقبة سوداء مر بها العراق لا بشع عدو عرفته الانسانية بعد ان قتل الرجال والنساء كما قتل الطفولة ودمر المدن وشرد وسبى عددا كبيرا منهم تاركين وراءهم ويلات واهات ومعاناة "الا ان ديلمان ووالدها نجوا من بطش الارهاب وغادرا باتجاه مدينة اربيل " وهي تتمنى" ان تسير على خطى والدتها التي قتلتها عصابات داعش بشرف وكرامة و فخر و غيرة دفاعاً عن الارض و العرض.

روت الايزيدية دليمان قصتها .. بعد عودتها مع والدها الذي نجى هو الاخر الى مدينة سنجار" .. والتي بدأتها بموقف والدتها وهي تواجه وحشية داعش حين دخلوا سنجار .... وتقول بسبب غيابها جعلتني اكره الحياة " واشعر بفقدانها كالميتة لكنني على قيد الحياة " .

وتضيف" وهي تذرف دموعها حزناً على عائلتها الكبيرة المتكونة من 16 فرداً وبعد المواجهة مع داعش في ذلك التاريخ والدفاع عن أنفسنا والتحرك هنا وهناك في منطقة شنكال انشطرت العائلة الى نصفين امي واختي وأخي وانا وابي ..وان طبيعة الظروف والخطر المحدق أصبح طريقهم باتجاه الجبل ونحن اتجهنا الى طريق كردستان تجنباً للقتل و الدمار الذي حصل والوقوع بين ايادي داعش التكفير والظلام والخطف " فبقيت امي ومعها اخي وشقيقتي في الجبل في ذلك اليوم الرهيب من الخطف للايزيديات والشباب والقتل والتمثيل بهم بأبشع صوره.

وبسبب الحصار في الجبل لأيام دون طعام أو ماء أو مأوى وغيرها قررت والدتي العودة مجدداً الى منزلنا من اجل الأكل والشرب خوفاً من الموت والجوع وفي طريق عودتهم تم مسكهم بعد كمين لبعض العوائل حيث كانت الساعة التاسعة صباحآ في يوم 5/8/ 2014 وكان مع امي مسدس استخدمته للدفاع والمناورة أثناء دخول الأشرار.

واسترسلت دليمان حديثها بحزن وألم ومرارة " وبعد أن قبضوا على عدد من النساء والرجال لم تصبر امي على الذل والهوان فبدأت تتحدث معهم و طلبت منهم ان يتركوا النساء والأطفال ويتعاملوا رجالاً مع رجال وهم طبعا مدنيون عزل الا ان الاوغاد رفضوا ذلك بشدة.. وقالوا نحتاج للعوائل وبعد الاهانات والتهديد المستمر .. نفذ صبر والدتي في وقتها ولم تتحمل وفقدت السيطرة على اعصابها وهي تخفي مسدساً مما جعلها تصوب نحو اميرهم اللعين ضربته بعدة اطلاقات فأردته قتيلاً مضرجاً بدمه النجس ..ولكن في اللحظة نفسها قام الدواعش الانذال وصوبوا اسلحتهم نحو جسد والدتي من جميع الجهات فتشرف جسدها بكل مساحة فيه بعدد من النيران. فسقطت دفاعاً عن ارضها وعرضها . فذهبت لأحضان ربها لتلمع في السماء بين تلك الارواح الجميلة" فهي نموذج الشرف والاباء لكل امرأة عراقية.

دليمان تتكلم بحسرة والم عن والدتها وتقول " بدونها اموت كل يوم شوقاً لرؤيتها وحنينأ لأحضانها و لرائحتها ورؤية ابتسامتها و سماع ضحكاتها... يا الله ما اصعب العيش بغياب الام كما الحمامة تكون من دون اجنحة و السماء بدون قمر و السمكة من دون ماء هذه حالتي بغياب والدتي التي لا توصف حالتي مهما أقول الآن لا أوفي بوصف بطولتها وحبها لنا .

وماذا بشأن بقية العائلة ؟ اوضحت دليمان " بعد خمسة أشهر استطاعت القوات العراقية بمختلف الفصائل التي تقاتل معها افتتاح الطريق.... فذهبنا للبحث عن والدتي التي استشهدت في ذلك الوقت للعثور على ما تبقى من جثمانها نجوب الشوارع والأماكن حتى عثرنا على جسدها الشريف الممزق على الارض.. دخلت لقلوبنا صدمات بحجم الجبال وحينها تأكدت ان الانسانية ماتت عندما رأيت امي البريئة في ذلك المكان ميتة منذ خمسة اشهر كانت والدتي شهيدة وشجاعة وأبية وأعطتهم درساً في القيم العراقية الاصيلة "فكيف لي أن انسى يومً ما فعله هؤلاء الانجاس الذين عبثوا في الارض فساداً وحاولوا ان يمزقوا نسيج المجتمع العراقي .

وبينت دليمان "انه وبعد مضي زمن من البحث والسؤال المستمر عن عائلتي ولله الحمد قمنا بشراء شقيقتي التي كانت مع امي في ذلك الوقت بعشرة الاف وثلاثمائة دولار....اما شقيقي مازال مفقوداً لحد هذه اللحظة ولم نعرف عنه اي شيء .

وتابعت في حديثها " انني قد تدربت على الاعمال العسكرية وانتسب في قوة حماية الايزيد خان وسأبقى أحارب الارهاب ما دام قلبي ينبص و سآخذ حق دم والدتي الذي سفك و آخذ حق جميع المخطوفين و المخطوفات و المفقودين و الشهداء الأبرار . كما سأبقى ادافع و لن اتنازل امام اي عدو غاشم عنجهي .

وقبل ان نختتم الحديث مع دليمان هتفت وبصوت حزين ...بالروح بالدم افديك يا ايزيد خان العراق ....وسأبقى في قوة حماية ايزيد خان اعمل بجد وحرص وحرقة لإنقاذ المخطوفات و المخطوفين.. والعراق في عيوني وروحي وحياتي فداء له .

ودليمان ذكرت انها ناشطة مدنية ايزيدية وتقوم بأعمال انسانية وتقدم خدمات اجتماعية كعضو في المفوضية الانسانية المستقلة في ايزيد خان سنجار العراق.

وطالبت دليمان المنظمات الدولية والمحلية والحكومية للالتفات والاستعجال بمساعدة المنكوبين وتقديم خدمات الاستمرار في الحياة والاهتمام بالأمن والامان. هكذا طوت الايزيدية دليمان رشو قصتها ممزوجة بحزنها وآلامها بفقدان والدتها وشقيقها بفعل ارهابي ومازالت تعيش دليمان مع والدها الذي نجا من سطوة الارهاب اثناء دخوله مدينة سنجار./انتهى

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار