![]() |
|
19
سبتمتبر
2025
|
محمد جاسم الرسام… نحات يكتب ذاكرة العراق بالبرونز
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 5
|
ميسان
/ المرسى نيوز/ حيدر السعد
بين
ملامح الطين وصلابة البرونز، يقف الفنان التشكيلي العراقي محمد جاسم الرسام ليكتب
حكاية جيلٍ لا يزال يفتش عن الجمال في وطن مثقل بالتحديات. فمنذ أن فتح عينيه
بالعمارة مركز محافظة ميسان عام 1973، كان للفن مكان في روحه، لينسج مسيرة امتدت
من مقاعد معهد الفنون الجميلة في البصرة (1996) وصولاً إلى بكالوريوس التربية
الفنية (2010)، حيث ظل يحمل همّ أن يتحول الفن إلى ذاكرة حية.
ومن
أحدث أعمال الرسام.، تمثال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بارتفاع مترين ونصف،
الذي انتصب في قلب بغداد عام 2024، لم يكن مجرد قطعة نحتية، بل محاولة لردّ التحية
إلى شاعر العرب الأكبر، وجعل صورته ماثلة في أذهان الأجيال. وقبل ذلك، جسّد الشاعر
الكميت بن زيد الأسدي في بوتريه برونزي بارتفاع أربعة أمتار مع قاعدة رخامية،
لتغدو منحوتاته شاهداً على عمق العلاقة بين الفن والتاريخ.
لم
يتوقف الرسام عند الرموز الشعرية، بل مدّ إزميله ليخلّد مبدعين آخرين: الشاعر نعمة
مطر العلاف، النحات أحمد البياتي، المخرج محمد شكري جميل، النحات إسماعيل فتاح
الترك، والملحن طالب القره غولي. كما أعاد إحياء الذاكرة السومرية من خلال خمسة
أعمال نحتية مستوحاة من آثار مدينة أور السياحية بالناصرية.
للرسام.
حضور عربي وعالمي ،فمن ميسان إلى القاهرة، ومن عمّان إلى تونس والمنامة فالسويد،
حمل تجربته في معارض وفعاليات عربية
ودولية، ليضع بصمة عراقية في فضاءات الفن العالمي. أما محلياً، فقد كان اسماً
حاضراً في معارض جمعية التشكيليين العراقيين (2021 – 2023)، وفعاليات فرع ميسان.
ونال
الرسام تقدير واستحقاق كبير ،ففي عام 2024، اختير عضواً في لجنة التحكيم لـ جائزة
الإبداع العراقي عن النحت، وحصل على شكر وتقدير من وزير الثقافة، وهو اعتراف رسمي
بقيمة منجزه. وبين العمل الفني والوظيفة، يواصل اليوم مهمته كمشرف فني في قسم
النشاط المدرسي التابع الى المديرية العامة لتربية ميسان ، متوازناً بين التعليم
والإبداع.
محمد جاسم الرسام ليس مجرد نحات يصنع
التماثيل، بل شاهد على مرحلة، وحارس لذاكرة جيل. ففي كل قطعة برونزية ينجزها، ثمة
دعوة لأن يتصالح العراقيون مع تراثهم، وأن يتأملوا وجوه من صنعوا هويتهم الثقافية.
هكذا يصبح الفن عنده ليس ترفاً جمالياً، بل فعلاً مقاوماً للنسيان./ انتهى