![]() |
|
|
23
نوفمبر
2025
|
توازنات اللحظة الأخيرة ..متى تحسم مواقف المكونات لولادة حكومة جديدة ؟
نشر منذ 24دقيقة - عدد المشاهدات : 9
|
بقلم / محمد حنون
بينما أعلن المجلس السياسي الوطني السني حسم خياراته الداخلية وتثبيت موقفه من خارطة التحالفات المقبلة لا تزال بقية المكونات العراقية تتحرك ببطء محسوب نحو نقطة التوافق النهائي التي تسبق الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة الجديدة وفيما يبدو المشهد أكثر وضوحا" على الجانب السني فإن التعقيد الحقيقي يكمن داخل البيت الشيعي وبين القوى الكردية حيث ترتفع حرارة التنافس على نحو قد يؤجل لحظة الحسم لأسابيع إضافية.
رغم أن الإطار التنسيقي يفترض أن يكون الكتلة الأكثر انسجاما" من حيث الرؤية إلا أن الواقع يشير إلى وجود قوتين أساسيتين تتصارعان على تثبيت مركز الثقل السياسي داخل الإطار كل منهما يرى أن لحظته التاريخية قد حانت وأن استقطاب القوى السنية والكردية يمر عبر بوابة المرشح الأقوى داخل الإطار وهذا التنافس لا يدور فقط على منصب رئاسة الحكومة بل يمتد إلى شكل التحالفات المستقبلية توزيع الوزارات السيادية وحتى آليات إدارة الدولة خلال السنوات المقبلة هذا الصراع المعلن تارة والمكتوم تارة أخرى يجعل بقية المكونات السنية والكردية تتريث قبل إعلان مواقفها النهائية خشية الرهان على طرف قد لا يكون هو المنتصر في لحظة الحسم.
لا يخرج المشهد الكردي عن عادته التاريخية فالأولوية ليست لمن يشكل الحكومة بل لأي طرف يضمن مصالح إقليم كردستان المتعلقة بالنفط والرواتب والحدود الإدارية والاتفاقيات الدستورية المؤجلة منذ سنوات.
السياسة الكردية كما يعرف الجميع بسيطة في ظاهرها لكنها معقدة في تنفيذها ،أعطني ما أريد وسأكون معك ،وهذا ما يجعلهم يتجنبون أي التزام مبكر مع طرف شيعي دون ضمانات مكتوبة أو تفاهمات صلبة ورغم وجود تفاهم داخلي نسبي بين الحزبين الرئيسيين إلا أن الإعلان الرسمي عن الموقف الكردي ينتظر لحظة اكتمال الصورة، خاصة فيما يتعلق بميزان القوة داخل الإطار التنسيقي.
المجلس السياسي الوطني السني حسم قراره إلا أن دخوله في المعادلة النهائية مرتبط بتحرك الطرفين الآخرين الشيعة والكرد واستكمال مواقفهم وهم يريدون شريكا" مستقرا" وقادرا" على ضمان حصتهم في الحكومة المقبلة سواء في رئاسة البرلمان أو في الوزارات ذات الطابع الاقتصادي والخدمي.
وفق المعطيات الحالية فإن الإعلان النهائي لن يسبق حسم التنافس داخل الإطار التنسيقي لأنه يمثل مركز ثقل العملية السياسية وبمجرد استقرار الكفة لطرف واحد ستسارع المكونات الأخرى خاصة الكرد إلى الإعلان عن موقفها النهائي لتبدأ بعدها مرحلة توزيع الحقائب الوزارية وتسمية رئيس الحكومة رسميا".
العراق يقف اليوم عند منعطف سياسي تقليدي لكنه حاسم ، السنة أنهوا أوراقهم، الكرد ينتظرون ما يعرض عليهم والشيعة ما زالوا في معركة تثبيت الزعامة.
يبدو أن الحكومة لاترى النور قبل أن يهدأ خلاف البيت الشيعي ويقبل الجميع بميزان واحد يحدد من يقود ومن يشارك ومن يملك النفوذ الأكبرحتى ذلك الحين سيبقى المشهد مفتوحا" والوقت جزءا" من اللعبة.
