9
نوفمبر
2025
هل العراق نهاية الحلم وبداية الصفقات الامريكية ؟ بقلم جعفر محيي الدين _النجف
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 74

يبدو أن العراق في بعض اللحظات صار مسرحاً لتفاعلات تتجاوز حدود السيادة التقليدية، وكأنه أصبح جزءاً من الحسابات الكبرى بين القوى السياسية العالمية.

حين نتأمل دور العراق في بعض المعاملات، ندرك أن الأحداث أحياناً تأخذ شكل { مكافأة } يمنح حسب حجم الدعم أو المشاركة في الحراك السياسي للآخرين.

لقد لعب مارك سافايا دورا كبيرا في حملة ترامب الانتخابية في ولاية ميشيغن، ودوراً بارزاً في صناعة هذه الديناميكيات. بوجود شخص مثل سافايا الذي لا يمتلك خبرة سياسية سابقة، أثار قلق الكثيرين من العراقيين حول مدى صلاحيته للقيام بدور مؤثر في صنع القرار السياسي.

كما أن نشاطه التجاري، وخاصة في تجارة القنب، جعل الناس يتساءلون عن تأثير هذا الاختيار على مصداقية القرارات، وعن مدى ارتباط النفوذ بالروابط الشخصية والمصالح الفردية أكثر من الكفاءة والخبرة.

هذه المخاوف تعكس إحساس الشعب بأن السيادة والقرارات الوطنية قد تتأثر أحياناً بأسباب شخصية وتجارية، ما يفتح نقاشا عميقا حول حماية استقلال القرار السياسي.

وهنا نطرح تساؤلا أعمق و استغرابا كبيرا يتردد في أذهان الكثير لماذا العراق تحديداً !؟

لماذا يظهر في واجهة هذه الأدوار أشخاص مثل مارك سافايا، الذين يقال إنهم من أصول عراقية مسيحية كلدانية !؟

هل المسألة مجرد صدفة جغرافية وانتماء عائلي، أم أن وراءها ارتباطات أوسع، ومصالح غير معلنة تتقاطع عند نقطة اسمها ( العراق )!؟

تساؤلات كثيرة تبقى معلقة، لكنها تعبر عن قلق شعبي حقيقي تجاه كل من يزج باسم العراق في حسابات لا يبدو فيها صوت العراقيين واضحاً.

هنا نبين أسئلة فلسفية أعمق هل يمكن أن تصبح الدول بأكملها أوراقاً في شبكة العلاقات الشخصية والسياسية ؟

وكيف تتشابك إرادة الشعوب مع قوة التأثير في مسار الأحداث الكبرى؟

العراق بتاريخه وحضارته، يذكرنا بأن الدول ليست مجرد مساحات جغرافية، بل كيانات حية تتفاعل مع من حولها، وعندما تصبح المصالح الفردية أو النفوذ الشخصي عاملاً في صنع القرارات الدولية، فإننا أمام لحظة تأمل كيف يتوازن التأثير مع فكرة السيادة؟

وكيف يمكن قراءة هذه المجريات ليس كصراع مصالح  بل كتجربة تعكس طبيعة العلاقات الشخصية والسياسية عبر الزمان والمكان؟

كما نرى من زاوية أخرى إن تعيين ترامب لشخصية مثل مارك سافايا لا يبدو مجرد اختيار إداري، إنما أقرب إلى خطوة محسوبة بدقة في لعبة النفوذ الأمريكي، فمثل هذا القرار لا يقل خطورة عن تعيين الجولاني في سوريا، فكلاهما يمثل وجهاً مختلفاً لنفس العملة التي تحمل بصمة واشنطن، مارك والجولاني، رغم تباعد الجغرافيا فهما يجتمعان في فكرة واحدة أن أمريكا ما زالت تضع خيوط اللعبة في جيبها، تحرك بها المشهد متى شاءت وتعيد رسمه على طريقتها.

ومن زاوية أخرى نقرأ المشهد العراقي في عهد السوداني، يبدو أن العراق يسير بخطى متسارعة نحو دهاليز غامضة، حيث تختلط السياسة بتجارة القنب وتتصدر السوشيال ميديا مشهد الترشيحات، مشهدا يجعل الشعب يتساءل بصدق هل أصبحت الدبلوماسية اليوم مرادفاً للخضوع، أم أن مفهومها للتغير حتى صار يعني القبول بكل ما يُفرض؟ إنها مرحلة تحتاج إلى وعي عميق، لأن ما يرسم خلف الأبواب المغلقة قد يحدد ملامح العراق لعقود قادمة، بين نفوذ المال وسحر الصورة وغياب الفعل الحقيقي.

و يبقى في النهاية السؤال الأكبر والأهم كيف يكتب الشعب دوره في هذه اللعبة المعقدة، بحيث يكون فاعلاً لا مجرد مراقبا؟ .

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار