![]() |
|
|
25
اكتوبر
2025
|
حين يكون الإهداء للوطن .. وأيّ إهـداء ؟ وأيّ وطـن ؟ إنَّه الديوان والوطن العراق
نشر منذ 3 ساعة - عدد المشاهدات : 38
|
كتب / محمد مصطفى جمال الدين
هكذا وضع مصطفى جمال الدين ، لمساته
الأخيرة على ديوانه ( الديـــــوان ) حين
أرسله للمطبعة في ( بيروت ) ،واضعاُ عصارةَ قلبهِ بين دفتيهِ ،والإهداء على صفحته
الأولى بخط يده البيضاء ، وذيَّلهُ
بتوقيعه الشريف بتاريخ ٣٠ / ١٢ /
١٩٩٤ ، أي قبل رحيله بسنة وتسعة اشهر
وأربعة وعشرين يوماً .
حيثُ أغمضَ عينيه في ( دمشق ) والروح
تهفو لـ ( بغداد ) في ٢٣ / ١٠ / ١٩٩٦
وها نحن في ذكراك التاسعة والعشرين نترقب اللقاء ويبقى السؤال :
هل حقاً رحلتَ ؟
وكيف
؟
وقد طال الانتظار ،
الإهـــداء
سَيِّـــدي
أيُّها الترابُ الذي عِشْنا
على خِصْبِهِ ، ونحنُ بذورُ
ورضَعْنا أخلافَ ( دجلـــةَ )وامتدَّتْ
بحضن (الفراتِ) منّا الجذورُ
فشهقْتا معَ النخيلِ ولكن
بُسْرُ أعذاقِنا الرؤى والشعـــورُ
وعناقِيدُنا القصائدُ ، والخمرُ
معانٍ ، سكرى بهنَّ
الشُطورُ
ثُمَّ عادَ العراقُ فيئاً لجزَّارٍ
قُصارى ما يُتقِنِ
( الساطور ُ )
غاظَـهُ أنْ يرى ( الفراتينِ ) يُسقى
بهما
جاحــدٌ له ، أو كفورُ
فرمى الماءَ للصحارى ، لِيَظمى
الحقلُ ، والنخلُ ، والربى ، والطيورُ
وإلى كلِّ نخلةٍ لم تُطأطِىءْ
رأسَها ، واللظـى عليها
يجورُ
وإلى كلِّ نبتَةٍ شمختْ ظمأى
فماتتْ .. وما لواها
الهجيرُ
جئْتُ أُهدي ( الديوانَ ) يعبقُ
منفيّاً .. وما ضَمَّخَ الطغاةَ
العبيرُ
مصطفى جمال الدين
بيروت
٣٠ / ١٢ / ١٩٩٤
