27
سبتمتبر
2025
رحيل النبض الدافئ.. وداعًا أبي .!!! محمد صادق فرج
نشر منذ 5 يوم - عدد المشاهدات : 45

بعض الفقد لا يُكتب، لا يُقال، لا يُروى… وبعض الغياب يُطفئ فينا أشياء لا تُوقد بعدها.

ورحيل الأب هو الفقد الذي لا تلتئم بعده الروح؛ انكسار في زاوية القلب لا تراه العيون، لكنه يوجع كل نبض.

كيف أختصر رجلاً لم يكن مجرد “أب”، بل كان المعنى الكامل للوطن؟

كان الحضور الذي لا يبهت، والظل الذي لا يغيب، والسند الذي لا ينكسر.

كانت كلماته بوصلة، ونصائحه ضوءًا في متاهات العمر، وحنانه حضنًا يسع العالم كلّه.

رحل أبي، فانطفأت شموع الأمان في صدري، وغدت الأيام مجرّد تواريخ تتوالى بلا حياة.

لم يكن والدي فقط، بل كان صديقي الأوفى، ومعلّمي الأول، ورفيق الرحلة في صمتها وضجيجها.

بفقده، صار كل شيء باهتًا، وكل لحظة تمرّ ناقصة.

كل زاوية في بيتنا، وفي البيت الصحفي، تفتقده.

كل تفصيلة تحمل أثره، حتى الهواء لم يعد كما كان.

أما الذكريات، فتحاول منحي عزاءً، لكنها تنكسر قبلي، وتعود تبكيني بدلًا من أن تواسيني.

الفقد موجع… والاشتياق لا يرحم.

لكنه الرحيل الذي لا ردّ له، والوداع الذي لا لقاء بعده، إلا في دعاء لا ينقطع.

رحمك الله يا أبي، بعدد ما أحببتنا، وبقدر ما كنت لنا وطنًا وأمانًا.

جعل الله قبرك روضة من رياض الجنة، وجمعني بك في دار لا فُقد فيها ولا وداع.

 

 



صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار