27
سبتمتبر
2025
سـلام مـع الإرهـاب… وخطـاب للكراسـي الـفارغـة!! جعفر محيي الدين _النجف
نشر منذ 6 يوم - عدد المشاهدات : 129

 

لـم يـكن المشهد بحاجـة إلـى كثير من شروحـات أو تحليلات، فـما إن صعد نتنياهـو إلـى المنصّـة، حـتى كـانت القاعـة قـد فرغت مـن أصحابـها، تاركـة لـه صفوفـاً مـن الكراسي الفارغـة وكأنـه يخاطب  اشباحا !! بـدا وحيداً، معزولاً، يتحدث لنفسـه أكثر مـما يتحدث للـعالـم،

ومـن هـنا ولدت السخريـة، قيل إنهم سلّموا المفاتيح لنتنياهـو ليطفئ الأنوار ويقفل الباب كـآخر موظف مناوب!!، صورة تختصر زيف الهيمنة التي طـالـما تغنّى بـها فالرجل الـذي أراد أن يظهر بصفتـه قـائـد الشرق الأوسط، خرج بصورة حارس ليلي فـي قاعـة لـم يعد يجلس فيها أحـد!،

إن تلك الهيمنـة الخاويـة لـم يصنعها هـو، بـل صاغتها لـه منذ عقود أيادٍ مأجـورة وأُجـراء عملوا لصالح إسرائيل، فأعطوها غطاءً سياسيـاً وإعلاميـاً وماليـاً كـي تبدو أكبـر مـن حجمها، لـكن خطـاب نتنياهـو، بـدل أن يثبت هـذه الـقوة فضح حقيقتها، كـيان قائـم علـى الخوف والابتزاز، يربّـي الإرهـاب في حضنـه ويطلقه متـى شعر بخطر علـى وجوده!!

لـقد أتقنت إسرائيل صناعـة الإرهـاب كـما يُتقن الصانع بضاعتـه الرائجـة، لـم تكتفِ بـزرع كيانها فـي قلب المنطقـة، بـل جعلت مـن محيطها حقولاً للألغام الفكريـة والسياسيـة، تبذر فيها الطائفيـة حينـاً، وترويـها بالتفرقـة والعنصريـة حينـاً آخـر، صنعت بيئـة مليئـة بالمخاوف والاقتتال بـين الشعوب، حـتى بـدا وكـأن المنطقـة كلها تعيش عـلى إيقاع الخطر الـذي صاغتـه بعنايـة، ولـم تكتفِ بـذلك بـل ذهبت أبـعد، صنعت مـن رحـم الإرهاب رؤسـاء وقـادة، قدّمتهم إلـى شعوبهم عـلى أنهم منقذون، بينما كـانوا فـي الحقيقـة أدوات بيدهـا، فصار الإرهـاب سلعـة سياسيـة تُسوَّق للـعـالـم، مـرة بوجـه دولـة قويـة {تحارب التطرف} ومـرة بوجـه أنظمـة وقـيادات تُـفرَّخ مـن داخـل مصانـع الخوف نفسها، لتبقى المنطقـة سجينـة دوامـة لا تـهدأ، عنوانها الطائفيـة والانـقسام وخدمـة المشروع الإسرائيلي.

وهكذا ما بين قاعة فارغة وكلمـات لا يسمعها أحـد، انكشفت المسرحيـة، بان إسرائيل ليست قـوة كبرى، بـل كيان مـأزوم يُـطفئ أنـوار أوهامـه بنفسـه، ويـغلق أبـواب مسرح لـم يـعد أحـد يـرغب بـمشاهـدة عروضـه.

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار