|
29
سبتمتبر
2024
|
الخسارة ../عبدالعظيم حالوب/هولندا
نشر منذ 2 اسابيع - عدد المشاهدات : 260
|
الخسارة ظاهرة في حياة الانسان الفرد لا تقاس بمقياس واحد اذ لا ينظر
اليها وفق هذا المقياس لانها كما الزمن في نسبيته حسب (انشتاين). فالشيخ الذي
استشهد تحت انقاض سقف بناية في احدى ضواحي
بيروت الجنوبية او الطفل الذي ما تبقى من
اشلائه في احدى مدن الضفة العربية او غزة
هو خسارة موجعة في وجدان انسان عراقي بسيط
لأنها ليست ذات الخسارة عندما يتلقى نفس
الخبر قرد وهو يحيي ذكرى عيد مملكته!
خسرنا اليوم نصر الله
المعروف ان الخسارة هي تجربة
انسانية عاطفية مؤلمة تبدأ بصدمة
نفسية قد تاخذ وقعها لفترة من
الزمن وقد تتعافي منها تدريجيا وتنتهي
بمزيج من الحزن والذكريات. يقال ان من يفقد عزيزا عليه (حفظ الله كل عزيز لديكم) فأنه اقسى
ما يمر عليه بعد اول اغفائة لديه بعد الفاجعة, اللحظات الاولى عندما يفيق ويدرك
انه فقد ما فقد. وهذا عينا ما شعرنا به اليوم.
القائد الشهيد مضى كما مضى عمه العباس و"كما مضى عليه البدريون
والمجاهدون في سبيل الله المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة
أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه" وهو مدرك تماما ان النهاية ستكون الشهادة.
بشهادته استلهمت العزة بالفخروالدموع بالتبجيل و الحزن بالسعادة ومواصلة العمل. فالشهادة
لدينا تحمل رمزية عظمى ورسالة للتحرر والمقاومة. هم لا يعرفون ان استشهاده يرفع من
رمزيته ويدعم القضية فتتحول حياته الى درس
في الصمود والتضحية. فهذه الطريقة في الموت ترخي بظلالها على الحياة لترسخ في ذاكرة الاحياء معنى
الحياة التي قضاها الشهيد. فاي
غباء يحمله العدو؟ هو من ساهم في ان يتجلى
هذا الفقدان الى حضور والياس الى امل وعزيمة.
كم هم اغبياء ان اسندوا المهمة الى غبي (نتن) عمل على رحيل السيد وهم
لا يعلمون ان السيد دوره لم ينته بعد فالدور الذي انيط اليه الان هو اكثر خطورة
واهمية, هذا الدور ما كان لينفذه وهو على قيد الحياة. ولكن تبقى خسارته تجربة
وجدانية مؤلمة كتبها الله علينا لنستلهم منها الصبر.ورغم هذه الخسارة الكبيرة لكن
الطريق يحتاج الى دليل والدليل يحتاج الى
بوصلة والبوصلة الى الدماء والان ستبدأ مرحلة جديدة من الكفاح ونصر من الله وفتح
قريب./انتهى