![]() |
|
27
ديسمبر
2020
|
بذكرى وفاته .... السياب : كتب 244 قصيدة ابتدأت من عام 1941 حتى وفاته 1964 بقصيدة (عكاز الجحيم)
نشر منذ Dec 27 20 am31 08:50 AM - عدد المشاهدات : 1344
|
متابعة / المرسى نيوز
توفي الشاعر الكبير بدر شاكر السياب في يوم الأربعاء 24 (كانون الاول) من
العام 1964 م وفي اجواء ممطرة وعلى سرير المرض
والعذاب في المستشفى الاميري في الكويت لفظ شاعرا العراق الكبير السياب بنفاسه
ِ الأخيرة وعينهُ شابحة نحو العراق وهو يرتل :
الشمس اجمل في بلادي من سواها , والظلام حتى الظلام
هناك اجمل, فهو يحتضن العراق !
شاعر عراقي ولد بقرية “جيكور” جنوب شرق
البصرة في أسرة تتجر بالنخيل درس الابتدائية في القرية المجاورة لجيكور والثانوية في
“البصرة” 1938-1943، ثم انتقل الى بغداد فدخل جامعتها “دار المعلمين العالية”
(1943-1948) والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الانكليزية فاطلع على آدابها ونجده عام
1960 في بيروت يطلب المعالجة، ثم يستبد بجسمه الشلل الكامل 1961، ولا ينفعه بعد ذلك
أطباء بغداد والكويت وباريس ولندن وروما، ويتوفى في “المستشفى الأميري” بالكويت، فتنقل
جثته الى البصرة، من دواوينه “أزهار ذابلة” 1947، و “أساطير” 1950، و “حفار القبور”
1952، و “المومس العمياء” 1954، و “الأسلحة والأطفال” 1955، و”أنشودة المطر” 1962،
و “المعبد الغريق” 1962، و “منزل الأقنان” 1963 و “شناشيل ابنة الجلبي” 1964. ثم نشر
ديوا “اقبال” عام 1965. وله قصيدة “بين الروح والجسد” في ألف بيت تقريباً ضاع معظمها
!
* أول قصيدة للشاعر بدر شاكر السياب -توصل
إليها الباحثون- هي بعنوان (على الشاطئ). وقد كتبها عام 1941 ، أي كان عمر الشاعر حينها
15 عاماً.
* إن عدد قصائد السياب التي وصلت للمؤرخين
والباحثين هي 244 قصيدة ابتدأت من عام 1941 إلى عام وفاته 1964 بقصيدة (عكاز الجحيم).
* لم ينقطع الشاعر عن كتابة الشعر إلا عام
1949.
* أقل سنة كتب فيها السياب قصائد كانت أعوام
(1941 ، 1951 ، 1952) حيث كتب في كل سنة من هذه السنوات قصيدة واحدة.
* أكثر سنة كتب فيها السياب قصائد كانت
عام 1963 وعددها 43 قصيدة.
* للشاعر السياب 10 قصائد تحمل كلها عنوان
(سفر أيوب) ، وقد نشرت كلها بديوان (منزل الأقنان) . كتبت القصيدة الأولى بتاريخ
26/12/1962 ومطلعها (لك الحمد مهما استطال البلاء). أما الأخيرة فقد كتبت بتاريخ
2/1/1963 ومطلعها (يا غيمة في أول الصباح). وقد كتبت كلها في لندن.
لك الحمد مهما استطال البلاء ومـهـمـا اســتـبـد الألــــم
هذا جزء من قصيدة لشاعر استطال به البلاء
حقاً، واستبد به الألم والمرض والإعياء، .
"أنشودة المطر"، اسم ديوان للشاعر
العراقي بدر شاكر السياب. قام بكتابته عام 1962م وله في هذا الديوان أيضاً أشهر قصائده
قصيدة "أنشودة المطر".
قصيدة أنشودة المطر، والتي كتبها السياب
عام 1954م، تمزج بين همّ الشاعر الشخصي وهمّه الوطني، فنجده تارةً يتحدث عن حاله وتارةً
عن حال العراق وصراعاته. يبدأ الشاعر قصيدته بوصف عيني محبوبته، فيصفهما بغابات النخيل
في سوادهما ساعة الحر وبالشرفتين اللتين يغرب عنهما القمر، في قوله:
"عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ"
ويكمل الشاعر بوصف العينين. ثم يتدرج الشاعر
من وصفه لمحبوبته إلى وصف حاله وحال العراق أيضاً فيقول:
"والموت، والميلاد، والظلام، والضياءْ"
وذلك للدلالة على حالة عدم الاستقرار التي
تنتابه و التي ربما كانت تجتاح العراق في ذلك الوقت حيث أن العراق كان يشهد تقلباتٍ
سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية متعددة، وإن في ذكر السياب لهذه التناقضات إنما
هو مقدمة أن هناك عدم استقرار في نفسه أو في العراق. وفي مقطعٍ أخر يقول متشائماً:
" كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباكْ
ويلعن المياه والقَدَرْ
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ"
وفي ذلك تجسيد لفكرة يعبر عنها شاعرنا في
عدة مواضع في القصيدة، ألا وهي فكرة أن المطر فألٌ سيّء و باعثٌ للحزن، فيقول معبراً
عن مأساة شعبٍ جائع لا يريد المطر لأنه لا يزيده شبعاُ، فكأن هذه الحالة شبيهة وحالة
الصيّاد الذي يلعن المياه والقدر لأن في هطول المطر خرابٌ لصيده، وذلك لأنه لا يزيده
إلا جوعاً. ويعود السياب ليخلط بين همّه الوطني والشخصي في القصيدة، فيتحدث عن حاله
و عن حال العراق في قوله:
أصيح بالخليج: (يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!)
فيرجعٍُ الصّدى
كأنه النشيجْ:
(يا خليج
يا واهب المحار والردى .. )
وفي أبياته السابقة يجسد السياب مأساة الخليج
العظمى، حيث الخير الوافر لكن ليس لمن يحتاجه، فيستنجد شاعرنا بهذا الخير صائحاً لكن
صوت الصدى يعود مدوياً: "يا واهب المحار والردى". وفي حديثه عن موضوع ذات
صلة يقول أن في العراق جوعاً دائماً، فأصحاب النفوذ الطغاة لا يتركون خيراً لشعب العراق،
فهم كالجراد الذي اذا حلّ على الأخضر أكله ولم يبق منه شيئاً، فيقول:
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجَرادْ
وكما جسّد السياب التشاؤم والحزن فيه وفي
العراق، يعود للتفاؤل و الأمل بمستقبلٍ أفضل. فحين كان السياب يستخدم المطر للدلالة
عاى الحزن فيستخدمه لاحقاً في لازمته للدلالة على الخير و التفاؤل، فيقول:
مطرْ ...
مطرْ ...
مطرْ ...
سيُعشبُ العراق بالمطرْ ...
وفي موضعٍ أخر يتفائل الشاعر بحاله وبحال
موطنه ويقول قاهراً معاناته ومتحدياً معاناة شعب العراق:
في كل قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ.
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ
وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ!
ويؤكد هنا على أنه مهما طال الظلام فسيبزغ
فجرٌ جديد ليمحو كل هذه المعاناة و الصراعات. وفي مقطعٍ أخر يتحدث عن وجود بريق أملٍ
في الخليج، فكأن هناك تجمعات على سواحل الخليج للنجوم ويقصد فيها الأمل والثورة، وكأن
هذه الثورة (النجوم) تهم بالشروق و النهضة، حيث يقول:
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحارْ،
كأنها تهمّ بالشروقْ
في هذه القصيدة تمتزج الطبيعة بالأدب لتخلق
صوراً فنية وجدانية ملؤها الحزن و الأسى تجعلنا نحس إحساس السياب ونتلمس صراعاته التي
كانت تنتابه أثناء كتابته لهذه القصيدة. .
ودفن الشاعر بدر شاكر السياب ، في مقبرة
الحسن البصري في الزبير،تحت وابل غزير من المطر ،وكان برفقته عدد قليل من أهله الاجلاء
الكرام من ال السياب وال عبد الجليل واخوتهم من ال الكامل والشاعر الكويتي على السبتي الذي حمله بسيارته..وجاء
به من الكويت ./انتهى