![]() |
|
13
سبتمتبر
2025
|
الفنان علي عادل.. من وهج الخشبة إلى سحر الشاشات العملاقة
نشر منذ 2 ساعة - عدد المشاهدات : 6
|
البصرة
/ المرسى نيوز/ حاوره عبدالعظيم حالوب
البصرة
مدينة الثقافة والفن والادب ، حيث تمتزج
رائحة التاريخ بنبض الفن الأصيل، يبرز نجم من نجوم التمثيل العراقي ممن صاغوا
حضورهم بهدوء وثبات. هو فنان يحمل في جعبته تجارب فنية غنية تنوعت بين المسرح
والسينما والتلفزيون، فجسد أدوارًا لامست وجدان الجمهور، من خلال صدق أدائه وولعه
بالتمثيل. انه الفنان (علي عادل).
في
هذا اللقاء نفتح معه صفحات من حياته الفنية، ونقترب اكثر من كواليس أعماله وتجربته
الشخصية في عالم الفن.
**نود
أن نبدأ من البداية... متى شعرت أن التمثيل هو الطريق المحبب إليك ؟
سؤال
صعب… قبل الاجابة عليه سأعود بذاكرتي الى لحظة الدهشة الاولى وانا طفل صغير امام
شاشتي السينما والتلفزيون في السبعينات. في السينما، كنت طفلا صغيرا امام شاشات
عملاقة، اتنقل معها بين عوالم مختلفة.
كانت اكبر من حجم مخيلتي. هنا بدأت تتشكل تلك الصور في مخيلتي، لكن مختلطة برائحة
البارود ودخان حرائق الحروب التي كبرنا معها وكبرت معنا قبل الاوان. افلام
ومسلسلات وممثلون، لم نعرف حينها معنى المخرج ولا الكاتب، نتابع احداث يجسدها لنا
اشخاص تلك الاعمال. واذكر ان والدي رحمه الله حاول اقناعي ان اعدام عمر المختار في
فيلم مصطفى العقاد كان تمثيلا وليس حقيقة..! اندماجي مع الممثل الكبير انتوني كوين
وحزني وبكائي مع نهاية (المختار) التي لم يرتضيها عقلي الطفولي لهذا الشيخ الذي
يشبه الجد، وتأثري في كثير من الاعمال الاخرى، ساهم كل هذا في رسم صورة الفنان لدي
واظهر لي الفن في تلك المرحلة المبكرة مدى
خطورته وجماله. في المدرسة الابتدائية كانت بداياتي، حينها كان في كل مدرسة مسرح صغير للمناسبات الدينية
وغيرها وكنا نحشر في مجاميع لاداء قصائد او بعض المشاهد القصيرة ...
هنا
بدا الممثل يتشكل لدي دون إعلان مسبق، مرورا بمرحلة كلية الفنون الجميلة التي صقلت
الموهبة وجعلتها بمواجهات تجريبية حية أمام جمهور محدد من الطلبة، ثم التواصل مع
جمهور أكبر. الأمر الذي تحول الى تجربة، اجتهدت فيها على حسب ما استطعت. وشيئا
فشيئا تشكلت هوية الفنان بداخلي.
**كيف
كانت البيئة الفنية في البصرة، وهل ساعدتك في الانطلاق؟
-البصرة مدينة غنية معطاء بكل شيء وولادة
للمبدعين منذ بداياتها في الزمن القديم عاش فيها مبدعون كبار، والتاريخ سجل
اسماءهم بأحرف من نور منها بدا قاسم حول ومحمود ابو العباس وحميد صابر. و فيها
ارقى من كتب المسرح عبد الكريم العامري وكاظم الحجاج. ومع هذا ظلت تعاني من عقدة
الهامش والمركز للان، فمركز صناعة الفن كما هو معتاد ومعلوم العاصمة، وبغداد تشترط
السكن فيها لتعطيك فيزا القبول للنجومية إذا كنت مستعدا ومؤهلا للنجومية. ومع هذه
فقد حاولت البصرة بمبدعيها ان تكسر هذا التابو وتخرج لنا باعمال قيمة لمبدعيها
الكبار. وهل ساعدتني البصرة….نعم فهي اول منزل لي ولغيري من الاصدقاء الذين
اجتهدوا ابداعا وجمالا ولكن كنا نتمنى ان ناخذ فرصا افضل مع اجتهادنا من خلال
الممكن والمتاح.
**بين
السينما والمسرح والتلفزيون ، أين تجد نفسك أكثر؟
-
في السينما والتلفزيون تجاربي قليلة ولكن استطيع من خلال اراء النخبة او غير
النخبة ان اعتبرها محطات مهمة وخاصة ان اهم تجاربي كانت في فيلمين روائيين طويلين
من تأليف واخراج الفنان الرائد (قاسم حول) هما فيلم (المغني) و فيلم (بغداد خارج
بغداد). وفي التلفزيون مع بعض المشاركات التي اعتبرها قليلة لا احكم على نفسي
بالجودة او اني عبرت عن نفسي كممثل بالشكل المقنع اما المسرح فهو الحب الاول
والبيت الأول، هنا تستطيع التحليق عاليا دون أسر الفريم وتحديد حجم اللقطة تستطيع
الاقتراب أكثر وسماع اصوات الجمهور وهو يبكي لحكاية تشابه حكايته أو رفضا لمبدأ
لايؤمن به… المسرح بيتنا نبوح فيه اسرارنا لبعضنا البعض. نحن والجمهور نهمس مع بعض
ونصرخ في لحظات الرفض والغضب فهو الأقرب إلى الروح.
**ما
هي أبرز الأدوار التي قمت بها، والتي تعتبرها نقطة تحوّل في مسيرتك؟
-كلهم
ابنائي كما يقال ...ولكن الاحب الاقرب للقلب أداء شخصية الشاعر الكبير (معروف
الرصافي) في فيلم (بغداد خارج بغداد) حيث لا أزال اعتز بحالة الصداقة والقرب التي
نشأت بيني وبين شخصية الشاعر، وخاصة في مشهد الخطبة الخالد التي واجه بها الاحتلال
البريطاني وحكومات الزمن الملكي التي خالفت توقعات وآمال الشعب في ذلك الزمن،
فهجاها وفضحها ذلك الشاعر الاصيل بتلك الوقفة الشامخة التي جعلته يتعرض للنبذ
والتهميش حتى قتلته حسرة وكمدا ووحدة بسبب حريته وجرأته.
وفي
المسرح كان دور( الحر الرياحي) من مسرحية الحر الرياحي للشاعر (عبد الرزاق عبد
الواحد) واخراج استاذنا المرحوم (د.حميد صابر) اثرا كبيرا في نفسي لما تمثله
الشخصية من قيمة انسانية عالية. كان الدور صعبا ومعقدا وانا حينها مازلت طالبا
بالمرحلة الرابعة وللأسف منع النظام السابق عرضها لجمهور كبير خوفا من تأثيراتها
الوجدانية على المتلقي في زمن الديكتاتورية.
**كيف
ترى واقع الفن في البصرة والعراق اليوم؟ وهل تعتقد أنه يحتاج إلى دعم أكبر؟
-
واقع الفن بالبصرة بحاجة الى المزيد من العمل. النقابة ممثلة بشخص النقيب فتحي
شداد بالاضافة الى اعضاء النقابة يعملون مشكورين بالممكن والمتاح، مع قلة الدعم.
اما بقية الزملاء فيجتهد كل منهم حسب امكانياته ايضا. كذلك لكلية ومعهد الفنون
الجميلة دورهما المهم في مواجهة قلة الدعم والعمل بالممكن ولكن نطمح للافضل.
وبالنسبة
للدراما فالبصرة شهدت محاولات فردية لانتاج دراما عراقية فيها ولايزال الطريق
طويلا لتحقيق هذا الهدف ونحتاج لمزيد من التعاون والتكاتف بيننا والاهم الدعم
المادي الحكومي او من القطاع الخاص.
**ما
رأيك في الجيل الجديد من الممثلين العراقيين؟ وهل تتعاون مع الشباب الصاعدين؟
-
في الفترة الاخيرة دأبت بغداد عاصمة الفن على انتاج المزيد من الاعمال، فشهدنا زيادة ملحوظة
بالانتاج الدرامي الذي يتصاعد ويتطور ليصبح سوقا دراميا حافلا بالأعمال والتجارب
ليحقق مرحلة الكم. نامل قريبا انه سيفرز النوع الراقي لتبرز دراما عراقية بوعي
جديد وفي خضم هذه الاعمال تبرز في معظمها اسماء جديدة ودماء شابة تثير الاعجاب
والاحترام الامر الذي يدعو للتفاؤل اما عني فقد تعاونت مع الكثير من الفنانين
الشباب في بداية تجربتهم واتمنى لهم دوام التوفيق والتالق والنجاح.
**أخيرًا،
ما هي رسالتك للجمهور الذي يتابعك، وللشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال؟
-
للجمهور اقول حاولت واجتهدت ان اكون معبرا عنكم في أعمالي التي تيسرت لي وساهمت في
رواية العديد من حكاياتكم واسراركم التي لم تبوحوا بها وان شاء الله اتواصل بالعمل
الفني الذي يثير اهتمامكم واعجابكم.
اما
الشباب الذين يريدون ان يدخلوا الى هذا المجال فتذكروا ان موهبتكم وقبولكم ومحبة
الجمهور لكم تتحقق اذا كنتم صوتا لهم وهو جواز مروركم للنجاح والتالق.
والطريق
طويل صعب لكن اذا امنتم بانفسكم فستحققون النجاح ان شاء الله. / انتهى