24
نوفمبر
2023
|
خطيب الكوفة : الغرض من مقاطعة السيد الصدر للعملية السياسية كونها تأسست على المحاصصة
نشر منذ Nov 24 23 pm30 04:48 PM - عدد المشاهدات : 298
|
الكوفة / المرسى نيوز / سعدون الجابري
قال خطيب وإمام صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم السيد كاظم الحسيني : الغرض للسيد مقتدى الصدر من مقاطعة العملية السياسية التي تأسست على المحاصصة على الرغم من الحياة القصيرة ، التي عاشتها مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، لافتا لكنها كانت كافية في أن تحمل للمسلمين زاداً في أستبصار الحق فكراً وسلوكاً .
واضاف ،فقيمة حياة الإنسان لاتقاس بمقدار طولها و إنما بمقدار العطاء و الموقف النبيل الذي يرفد الإنسانية بما يرفع من شأنها ، و ذلك هو ما يسبغ المعنى على الحياة و يجعلها مقبولة .
وأوضح : إذا أردنا قيمة لحياتنا فما علينا إلا أن نتبع أثر العترة المطهرة ، و بما أننا بمحضر ذكرى سيدة النساء فلنحاول أن نقرأ سيرتها الوضاءة في ضوء ظروفنا التي نعيش بها ، فعندما أُبعد علي عن موقعه في الأمة و تخاذل الرجال عن نصرته ، و قصرت أيدي آخرين عن بيان حقه برزت ربة الخدر و الشرف و لاثت خمارها واشتملت بجلبابها ، و قالت ما قالته في جمع من أصحاب أبيها .
و أشار الحسيني ، إلى أن العِبرة من موقفها (عليها السلام) هذا هو أن من و اجبات الإنسان بصفته إنساناً مرة وبصفته مسلماً مرة أخرى أن يفزع لنصرة المظلوم بما يستطيع من فعل أو قول ، فالمسلمون كالجسد الواحد إذا أشتكى منه و تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ، و من لم يفكر بأمور المسلمين فليس منه .
وتساءل : فأين هذا من الموقف المخزي لأنظمة العرب و المسلمين ، الذين لم يكلفوا أنفسهم أن يطلبوا من الدول المستكبرة في حراك جماعي لهم وقف أطلاق النار في غزة و إدانة قتل الأطفال و الرضع و هدم البيوت على ساكنيها ، بل صرنا نلحظ أن شعوب الغرب أكثر أهتماماً بمظلومية غزّة ، بعد أن أنكشفت حقيقة الكيان المتوحش ، فإلى أي انحطاط بلغته الأمة بلحاظ إنسانيتها و بلحاظ دينها .
وأكد الحسيني ، إن الزهراء (عليها السلام) عندما لم تثمر مطالبتها بحقها في الإرث ، و حق بعلها عمدت إلى أسلوب آخر في التعامل مع السلطة ، إذ أنها قامت بمقاطعتهم ، و قد توسط بعض الصحابة عند أمير أمير المؤمنين لزيارة الزهراء و طلب براءة الذمة ، لكنها قاطعتهم و أعلنت أنها سترد على رسول الله غاضبة عليهم و أوصت أمير المؤمنين بمنعهم عن تشييعها والوقوف على قبرها .
موضحاً : أن مقاطعة الزهراء (عليها السلام) كانت رمزاً لسلب الشرعية ، فإن النظام إذا نخره الفساد و أصبح عقيماً لا يلد إلا الخراب و الدمار ، و لا معنى لمحاولة إعادة إنتاجه ، و الحديث الشريف يقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ، فأي مؤمن هذا الذي يلدغ عشرة مرات .
و ختم الخطيب خطبته بالقول : و لذا فإن غرض السيد مقتدى الصدر من المقاطعة ، هو سلب الشرعية الدولية و المحلية عن عملية سياسية تأسست على المحاصصة ، أنما جذرها على الفساد و لم تنفع كل محاولات التعديل لأنه أصبح عصياً عليه ، و المشاركة تعني إعطاء الشرعية لنظام أعترف أصحابه أنفسهم أنه فاسد و لا يرجى منه خير للبلد ./أنتهى
صور مرفقة