تَطامَنْ قليلاً هذه أرضُ سُـــــــومَرِ

وألفُ إلهٍ في ثَـــــــراها وشـــــاعرِ

وسلّمْ على برديِّـــــــها ونخيـــــلِها

فقد سَلّمتْ شَـوقاً على خيـــرِ زائرِ

هنا قالتِ الدّنيا روائـــــــعَ فـــــنِّها

وآتتْ ثمارَ الحــرفِ فـــوقَ الدّفاترِ

أنا السُّومريُّ النبعِ ، والهــورُ ملعبي

ولستُ برحّــــــالٍ ولســـتُ بعـــابرِ

نَمَتْني لهذي الأرضِ ألـــفُ وشيجةٍ

وعُشتارُ خَطّتْ بالجمـــالِ مَصائري

أهدهدُ خدَّ الهورِ والطيـــرُ صاحبي

أناغيهِ بالنجوى فيهــــوَى مشاعري

وكم حاولوا نزعي فاثبـــتُّ أرجلي

بطينتِهِ ، والطيـــــنُ لي خيرُ ناصرِ

أغنّي مع المشحوفِ موالَ صَبوتي

وأنشدُ للبرديِّ عُـــــــــرسَ مقابري

إنانا رمتْ سرّي هـــنا فأضـــاعَني

وما أنا عن سرّي المُضــــاعِ بسائرِ

وآدمُ ألقى رَحلَـهُ لِصــــــقَ دَجلتي

على شاطىءٍمن باسقِ النّخلِ غامرِ

تبدّلَ بالجنّـــــاتِ أفيــــــاءَ سُومرٍ

وخُطّ بها نخلٌ مَخـــــــطَّ الأساورِ

أمرّ على السُّـــــــوقِ القديمِ أشمُّهُ

بكلِّ صنوفِ العطـرِ من كفِّ عاطرِ

وأحنو على مَعتــــوقَ بين سلالِهِ

وبين حمــــــــــامٍ زاجلٍ وحصائرِ

وأمشي إلى أُصبوحـــةٍ قربَ آدمٍ

وموقفِ تاريـــــخٍ من المجدِ نادرِ

ولي ألفُ شكـــوى لم أقُلْها لحاكمٍ

جديدٍ ولم يحفِــــلْ بها حكمُ غابرِ

فبيتي على حقلٍ من النفـطِ باذخٍ

ولكنّ عيشي فوقَهُ ألــــــــفُ عاقرِ

وقالواسنبني سوف نبني وماوفَوا

يصولونَ كالفرسانِ فــــوق المنابرِ

يقولون إعمارٌ وإصــــــــلاحُ بِنيةٍ

ومازال بُنياني هنا غيـــــــرَ عامرِ

وهذا أنا مازلـتُ في الأرضِ طينةً

كما كوّرتْني ، بين مــاضٍ وحاضرِ

ومازال أطفالي  بوحــــــلِ أزقتي

يخوضونَ أصنافَ الأذى دون آخِرِ

فلانِفطَ غطّى بـ(النعيمِ) شوارعي

ولا بشّـرتْ دنيايَ كـــفُّ (البشائرِ)

ولاأحكمتْ عيشي تخاريفُ(حكمةٍ)

ولا ألجمَ (القانــونُ) بغيَ العشائرِ

فإن كان إيمانٌ يســــــوسُ بلادَنا

فإنّي بإيمانٍ لهمْ ألـــــــــــفُ كافرِ