7
اكتوبر
2021
جنس ديلفري ..!! بقلم : الصحفي هادي جلو مرعي / بغداد
نشر منذ Oct 07 21 am31 08:59 AM - عدد المشاهدات : 742

 تغيرت الحياة كثيراً وصار ممكناً حدوث كل شيء ، والعالم برغم تطوره في إستخدام التقنيات الحديثة صار أكثر إنحطاطاً ، وتدهورت القيم المجتمعية فيه ، وتراجعت الأخلاق والسجايا الكريمة ، ليحل محلها الكذب والنفاق والظلم والإحتيال ، وإذا كان المغني الريفي قبل قرن من الزمان يغني في هدأة الليل ، ويوجه لحنه الشجي الى سيدة كان يظنها تضع العباءة النسائية ، وبقي حتى الصباح ليكتشف إنها لم تكن سيدة ، بل بقرة نائمة تنتظر الفجر لتبحث عن طعامها ، فإن الأمر تغير تماماً بعد قرن من الزمان ، وحين كتب أحدهم لإحداهن على الفيس بوك عبارة من كلمتين : ممكن نتعرف ..؟ فردت عليه ساخرة : كم أنت قديم .. فالجنس صار ديلفري ، وأنت تستخدم طريقة ساذجة للبحث عن علاقة ..!!

 حين تكونت الأرض فهي مكان واحد تتعدد فيه الأعراق والألوان ، وأصناف النبات وتنوع التضاريس والحيوانات ، وكثرت الموارد حتى فاضت من المياه الى المعادن والطعام ، في إشارة الى وجود صانع كريم يحاول البعض تجاهله ، ويصفهم في قرآنه الكريم أنهم (يستكبرون عن عبادته) لكنه يمنحهم الفرصة تلو الأخرى لعلهم يهتدون ، وإن لم يفعلوا يمنحهم المزيد ، فإذا إستمروا في عنادهَم ولم تعد من فرصة فإنهم الخاسرون .

 المادية تحكم العالم ويستنكرها الجميع ، لكنهم يمارسونها ويلهثون وراءها دون كلل ، أو ملل فليس لهم من خيارات عدة ، ويحاصرهم الهم الإقتصادي وتعدد الإحتياجات ، والتعليم والمرض والحاجة الى الطعام والشراب واللباس ، ومايمكن أن يستجد على قائمة الضرورات ، مع توالي الحوادث والأوبئة والسياسات الخاطئة ، والحكومات الفاسدة والشعوب التائهة ، وغليان النفوس بالرغبات والمطامح التي قد لاتتحقق ، وهناك سباق تحد كبير يشارك فيه من يدعو الى المثالية الأخلاقية ، والعودة الى القيم الدينية والإعتبارية ، وينافسه دعاة المستقبل الذي يظنوه بالإنفتاح وتقبل الآخر القوي والمتنفذ والمتسلط ، والترحيب بظهور المثلية الجنسية والتقارب بين الأفكار ، ودمج الأشياء فوضوياً لخلق نموذج كوني جديد ، ويقابل ذلك مايسمونه نظام التفاهة العالمي الذي يقدم وصفات من الأفكار ، والسلوكيات التي تجعل الإنسان جزءاً من حالة إنفلات كبرى تكون تحت سيطرة قوى مادية ، وهو الأمر الذي خلق حالة من الرفض بظهور قوى مناهضة سيحتدم معها صراع مرير ، وكل يشهر بالآخر ويروج لمشروعه مقدماً تبريرات بعضها منطقي ، والآخر فاسد يهتم بترويض المجموعات البشرية وتدجينها ، وجعلها في دائرة نفوذ واحدة لتنفذ رؤية كونية واحدة ، وهو الأمر الذي لايمكن الجزم بحصوله نتيجة لطبيعة التدافع البشري ، والإرادة الغيبية التي توجه الكون كما تريد ./أنتهى

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار