25
يونيو
2020
من عمق التراث .. مرقــد ( أبو الجوزي ) في أبي الخصيب ..
نشر منذ Jun 25 20 pm30 12:30 PM - عدد المشاهدات : 5196


البصرة / المرسى نيوز / متابعة ناظم عبدالوهاب المناصير

 عندما نتجه صوب قضاء أبي الخصيب وفي الطريق الواصلة بينه وبين العشـــار ، وبعدما نجتاز قرية عويسيان قليلاً نشاهد على جهة اليسار قبة آيلة للسقوط ، وهي من المعالم الأثرية في البصــرة ــــ سبق وأن تبنى أحد أبناء المنطقة ترميمها وإعادة تأهيلهــا قبل ثلاثة أعوام  إلاّ أنــهُ بدأ ولم يكمل ما تبناه ـــ .

   أبو الجوزي كما تذكره الكتب والبحوث التاريخية ، أنه كان من علماء البصــرة المعروفين ، إسمه الشيخ محمد بن الجوز المتوفي سنة 812 هـ ...

 المرقد يحتوي على قبتين متلاصقتين  ، القبـة الخارجيـة فيها ضريح الشيخ أما القبـة الداخلية في الجهة الشرقية كان فيها ضريح زوجتــه أو سريته ... تُحيط بالمرقـد الأراضي الزراعيــة التابعة له وقتذاك ، ويُعـدُ من طليعة المراقد الثمانية في البصـــرة ... ألبســه تقادم الزمن رداء الإهمال والتخريب .. لكنــه بقي يعاند الزمن وينتظر من يقوم بتأهيله وعودته للحيـــــاة بحالة أفضل ، طالما أنه من الأبنية الأثرية حيث تم العمل ببنائه على طراز الهندســة العثمانيــــــة الآثارية ..

   كان فيمــا سبق مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العراق ودول الخليج وبالأخص الكــويت والسعودية فيقدمون الهدايا والنذور ، كانت قبة المرقد شاخصاً ودليــــــلاً في منطقة تتصف بالخضــرة  والجمال ، تُذبح دونهــا الأضاحي ..

  قبتا المرقد مبنيتان من مادة اللبن الأحمر وأبناء المنطقــــــــة على علم ودراية بما قامت به دائرة التراث والآثار من ترميم في سبعينيات القرن الماضي ..

   يرى بعض الناس أنه كان عالماً دينياً ، وكما يراه آخرون أنّ نسبه هاشمي ، ينتسب ُ إلى سلالة الأمام الحسن بن علي (ع) ، وكما يقول الباحث وأستاذ التاريخ في جامعة البصــرة الدكتور حميد ســـــــراج الأسدي إنّ الوثائق المتعلقة وبمختلف إتجاهاتهــا نلمس منها شبه أتفاق على أنّ صاحب المرقــد هو العالم والشيخ محمد بن الجوزي والمتبع للطريقة الجوزية ( طريقة الخطابة والوعظ ) ويعود للعصر العباسي ..

... كما يقول الكاتب والشاعر طالب عبدالعزيز في كتابه ( قبل خراب البصرة ) :

"" نخل قليل يفصل عويسيان عن عبدليان وسوى قبتين أتى الدهر على إحداهما ، لا يجد العابر شـيئاً يخشاه ، لكن المقبرة التي تُحاذي الطريق المحيطة بضريح الشيخ محمد بن الجوزي ظلت تُخيف الماشين الحفاة في الليل .. القبة تتهدم شيئاً فشيئاً تُخيفهم .. . قبر إبن الجوزي المسور بحائط واطئ من الطين الأحمر اللازب ، الإيوان الفقير المنقرض الذي يدور حول الضريح الأخضر خلل الفضاء الضيق الذي يُحاصره الآجر المتهدم تباعاً ...

   الشاعر طالب عبدالعزيز يتساءل : هل الواحدية الأزليــة التي دأب الإنسان من جانب والحياة والموت من جانب على تجاذبهما ، كيف سيتسنى لنا أن نتحدث عنهــا  ؟

   الأمر قد يكون مهماً جداً ، فنحنُ اليوم نُزَوِقُ الحياة ، لكننا لو أدركنا معانيها بكل جد لإتخذنا من مصير واقعنا الخطوط الواضحة بحماية آثارنا من تقلبات السنين والتقادم ..!

إذن ما هي الجهة التي تعنى بشؤون الحفاظ عليها وحمايتها من محاصرة الزمن ؟ وفيما إذا أوسعنا النكران لها وتركها تعاني الوحدة والهرم والموات ، فهل من سبيل ؟ .. لذا نهيب بدائرة الآثار في وزارة الثقافة والآثار والسياحة وعلى عجالة أن تقوم بواجبها لإحياء هذا المرقد وإعادة تأهيله حسب مواصفات خريطته ومما تُظهره قبتــه المتبقية ..

  ونحن ننتظر .....!



صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار