3
يونيو
2020
الوسطية فضيلة بين رذيلتين ...كيف ذلك ؟ ...بقلم المحامي علاء صابر الموسوي/ البصرة
نشر منذ Jun 03 20 pm30 08:21 PM - عدد المشاهدات : 744

النار في أولها حلقات دخان تعمي العيون . وفي ختامها رماد هامد .وبين انبعاث الدخان وموت النار . تتلظى جمرات الدفء الذي يتسلل لذيذا إلى الأوصال الباردة المرتجفة .

والحياة في أي  جانب نظرت اليها.  لاتعدو أن تكون واحدة من حالات ثلاث  . إفراط في شيء. أي مبالغة فيه  . أو تفريط في شيء  اي تقصير فيه . وحالة بين بين. وهي مانسميه بالاعتدال  .

فالبخل مذموم  . والبخيل إنسان يشمئز  الناس  منه ويقرفون  . كما أن الأسراف والتبذير حالة ممقوتة أيضا  . فالمبذرون إنما كانوا إخوان الشياطين  . لأن الشيطان يسرف في عداوته على الأنسان  . والمبذر يسرف في أمواله  . فكأنما يعتدي عليها.

والعدوان سواء وقع على النفس أو على المال أو على الآخر  . فهو تطرف وتجاوز وتعد.

أما الحالة الوسط  . وهي حالة الإنسان الذي لايبخل ولايبذر  . وإنما ينفق بأعتدال. فهي الحالة التي تعبر عن الاتزان في الشخصية ...وهي متوازنة مادامت لاتنظر إلى المال بأنه سبب من أسباب الخلود  . ولاتستهين به فتتعامل معه تعامل السفيه بأمواله.

من ذلك كله.فإن أفضل مايمكن أن نعرف به حالة الاعتدال والتوازن أنها  (فضيلة بين رذيلتين)  ...كيف ذلك؟ ....

فالتهور في السرعة لدى بعض الشبان ممن يقودون سياراتهم أو مركباتهم بسرعة جنونية. أمر مرفوض ذوقا وقانونا لأنه يؤدي إلى مخاطر جسيمة. كما أن البطء الشديد الذي يصل إلى درجة الخوف والتردد والمحاذرة الزائدة. مرفوض أيضا. لأنه كالسرعة السريعة ربما يؤدي إلى حوادث مؤسفة. أما السرعة المعتدلة المعقولة والمقبولة فهي تحافظ على الأمن العام والسلامة الشخصية. وتوصل إلى الهدف والمقصد بسلام.

والفتيات يعرفن أن الطعام يجب أن  لا يوضع على نار شديدة حامية فتحرقه. ولا على نار هادئة جدا فتبطيء في نضجه. فالنار الهادئة المعتدلة هي التي تنتج طعاما جيدا.

من هنا كانت الحالة الوسطى هي الحالة الفضلى  (خير الأمور اوسطها ) .الأمر الذي يعني أن هذه المقولة الأساسية تقدم لكل إنسان معيارا من معايير الاختيار المناسب. أي النظرة بين نظرتين  (المغالية ) و (المجحفة ).......

فحينما تقف بين تطرفين. ويطلب منك أن تحكم وتختار. فأنك تحكم على التطرف بالرفض. وتنتقي الحل الوسط الذي هو لا مغالاة مرفوضة ولا اجحاف مرفوض. ولكن أمر بين أمرين. ....

فالفقر عوز ومذلة. وحاجة شديدة تصرف الإنسان عن التفكير بأي شيء سوى الانشغال بلقمة العيش كهم دائم وملازم  .

والثراء الفاحش. بطر. وبذخ. وتبذير. وتكبر. وتعالي على البسطاء والفقراء. وربما إعراض عن ذكر الله.

أما الحياة الهادئة السعيدة. فتلك المعيشة المتوسطة التي تكفل للإنسان تأمين إحتياجاته الضرورية. وتكفيه مؤونة الإستدانة والاقتراض. بما يجعله قرير العين هانئ البال  لايشتكي عوزا ولايعاني تخمة أو بذخا مسرفا. ونحن هنا لانتحدث  بطريقة حسابية رياضية هندسية تقيس الأمور بالمسطرة .فالحالة المتوسطة هي حالة بحبوحة العيش وليست الخط الفاصل بين الفقر المدقع والثراء الفاحش. وإلا ماكان الله أمرنا بطلب الرزق والتوسعة فيه.

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار