25
فبراير
2021
شخصية من بلادي...... الشاعر عبد الوهاب البياتي
نشر منذ Feb 25 21 am28 07:30 AM - عدد المشاهدات : 930

بغداد / اعداد موفق الربيعي 

ذكرت السيدة ميسون البياتي ان الشاعر عبد الوهاب احمد جمعه البياتي ولد عام 1926 في بغداد / محلة باب الشيخ ، منذ طفولته المبكرة أظهر شخصية قويه وإعتداداً بالنفس والرأي .

حين انهى دراسته الثانوية تقدم للقبول في الكلية العسكرية العراقية وقبل فيها وداوم فترة قصيرة لكنه سرعان ما ترك الدراسة فيها لأنه وجد ان حياة العسكرية لا تلبي حاجاته الفكرية .

إنتسب في نفس العام الى دار المعلمين العالية – قسم اللغة العربية وكان من زملاء دورته كل من : نازك الملائكه , بدر شاكر السياب , لميعه عباس عماره , عبد الرزاق عبد الواحد .

بدأ بكتابة الشعر , وكان هو ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب الثلاثة أصحاب الريادة في الأدب العربي الذين كتبوا الشعر الحر .

تخرج من دار المعلمين العاليه عام 1950 وعمل حتى عام 1954 بتدريس اللغة العربية , كما كتب ونشر في نفس الفترة في مجلة (الثقافة الجديدة ) التي سرعان ما أغلقت بسبب نزعتها الشيوعية , وتم فصل البياتي من عمله التدريسي.

بعد انقلاب تموز 1958 العسكري تم تعيينه ملحقاً ثقافياً في السفارة العراقية في موسكو فقام في نفس الفتره بتدريس اللغة العربية في جامعة موسكو , وعمل باحثاً علمياً في جامعة روسيا الصديقة للشعوب .

بوقوع إنقلاب 1963 في العراق تم فصل البياتي من عمله في السفارة العراقية في موسكو وتوجيه الأمر له للعودة الفورية الى بغداد , وحين رفض العودة صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام وسحبت منه الجنسية العراقية , وقام الحرس القومي بإعتقال والده وجميع أخوته وزجهم في المعتقلات عدة أشهر قبل الإفراج عنهم .

خلال هذه الفترة من الستينات كان جمال عبد الناصر قد تحول الى الإشتراكية وتربطه علاقات وطيدة مع الإتحاد السوفييتي وبالتنسيق بين البلدين سافر البياتي من موسكو الى القاهرة ليقيم فيها كلاجئ عربي لا يحمل جنسية .

بعد وقوع انقلاب تموز 1968 في العراق شكلت حكومة العراق الجديدة لجنة من الأدباء برئاسة الأستاذ الشاعر حميد سعيد وتم إيفادهم خارج العراق في جولة لمصالحة الأدباء والشعراء المغضوب عليهم من قبل الحكومة السابقة وإعادتهم الى العراق , وهكذا أعيد البياتي الى العراق في إستقبال مهيب حيث أعيدت له جنسيته وحقوقه وتم تعيينه مستشاراً لوزير الثقافة والإعلام .

في العام 1978 تم تعيين الشاعر عبد الوهاب البياتي ملحقاً ثقافياً في السفارة العراقية في مدريد / إسبانيا وبقي في هذا العمل حتى بلوغه السن القانونية للإحالة على التقاعد عام 1991 .

في إسبانيا تمت معاملته من قبل مثقفيها وكأنه أحد الأدباء الإسبان البارزين حيث ترجمت دواوينه إلى الإسبانية , وكان يعطي الكثير من المحاضرات في جامعة مدريد , وتجمع حوله مثقفون عرب وأسبان وأمريكيون لاتينيون أمثال ( بدرو مارتينيث مونتابيث / كارمن رويث برابو / فدريكو أربوس / الناقد المصري الدكتور خالد سالم : الشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي / القاص والشاعر أنطونيو غالا ) وحتى اليوم يوجد في مدريد شارع ومكتبه عامه تمت تسميتهما بإسمه.

بعد شهرين من عودته الى بغداد بعد إحالته على التقاعد عام 1991 وقعت الحرب الأمريكية الأولى على العراق , وأثناء عمليات القصف توفيت إبنته السيدة ناديه عبد الوهاب وهي في زهرة العمر تاركة ورائها 4 بنات , وكانت تعيش مع زوجها وأطفالها في الولايات المتحدة , فقامت وزارة الخارجية العراقية بتسهيل مهمة وصول والدها من بغداد الى الولايات المتحدة أثناء فترة القصف لحضور تشييع إبنته , التي كان موتها المفاجيء سبباً في دخول والدها دوامة من الحزن العميق رافقته حتى موته .

عام 1993 وجهت الدعوة الى الشاعرين عبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري لحضور مهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية , وحين لبيا الدعوة ، نشرت صحيفة بابل التي يملكها عدي صدام حسين رئيس التجمع الثقافي في العراق انذاك خبر سحب الجنسية العراقية من كليهما . واجه البياتي الأمر بالصمت وعدم الإهتمام وعاش في الأردن / عمّان مواصلاً نشاطاته الأدبية والثقافية , لكن الجهات الأمنية في العراق بقيت تراقب تحركاته وتجمع المعلومات عنه وتتابع أخوته وعائلته في محاوله لمضايقته والإضرار به واشتدت تلك المتابعة بين عامي 1997 _ 1998 مما دفعه الى تغيير مقر إقامته من الأردن الى سوريا

للبياتي 31 كتابا منشورا أكثر من نصفها دواوين شعر والباقي دراسات ومسرحيات وكتابات نقديه في الأدب .

يوم 3 آب 1999 كان خبر وفاة الشاعر عبد الوهاب البياتي يتصدر جميع نشرات الأخبار العربية وأغلب نشرات الأخبار في العالم . وأقامت له مجلس عزاء في جامع الجندي المجهول , وأبلغت أهله أن قرار سحب الجنسية العراقيه منه لم يكن حقيقياً وإنما هو مجرد خبر عابر نشرته جريدة بابل

يرقد الشاعر عبد الوهاب البياتي اليوم في مقبرة محي الدين ابن عربي في دمشق الى جانب الشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر نزار قباني , عاش الثلاثة طيلة حياتهم في خصومة شعرية ثم ضمتهم مقبرة واحده./انتهى


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار