27
اكتوبر
2020
المهدي : مسؤولية ..الراية والغاية....بقلم الدكتور : نعمة العبادي/النجف
نشر منذ Oct 27 20 pm31 02:07 PM - عدد المشاهدات : 388

شغلت قضية (المنقذ الموعود) مساحة كبيرة في الجدل الديني الممتد على طول التاريخ البشري، ومع تجاوز ضرورته لدى (المعتقدين بالأديان)، و (المؤمنين بالأيدلوجيات التي تتبنى أطروحات شاملة في تفسير الكون وحركته)، فإن هوية المنقذ، وحدود شخصيته، والترتيبات المتعلقة بظهوره، والمحل الذي يظهر فيه، والمهمة الخاصة التي يقوم بها، لا تزال محل جدل وتجاذب مستمر، تحاول كل جهة أن تؤكد مدعاها عبر سردياتها الخاصة.

تنظر معظم هذه السرديات الى القضية بوصفها أمراً غيبياً، وهي خارجة عن المقدور والممكن للاشخاص، كما يعتقد المعظم بأن جميع الحيثيات المتصلة بهذا الامر، خارجة عن دائرة الاحاطة والعلم، فيما تنفرد رؤية واحدة، تحتفظ بالجانب الغيبي للامر، وتؤكد الخصوصيات الربانية له، ولكنها تثبت ركناً يتصل بشكل جوهري بالمسؤوليات المتعلقة بالناس، إذ تنظر الى الامر بوصفه عملية اصلاحية مطلوبة ومرغوبة ومدعومة من مساندة واستعداد مجتمعي، أخذ على عاتقه تهيأة ما يتعلق به من استعدادات ضرورة، لجهة البناء التربوي والنفسي، واعتياد مواجهة المصاعب والتكاليف الصعبة، ورفع القدرات الذاتية الى المستوى الذي يتأهل فيه الافراد للمشاركة الفاعلة والحيوية في عملية التغيير، وتكون في ظل هذا النسق، عملية الاصلاح استجابة ربانية رحيمة، تتحرك وفقاً لاشتراطات فلسفة التغيير والإصلاح، وتؤمن بالسنن الكونية الثابتة، وهي بهذا اللحاظ فعل بشري مهتد بالخرائط الربانية.

يشهد العالم لحظة مفصلية من نشاط الجماعات المتبنية لسرديات (مهدوية/مسيحية)، وأعني بالمسيحية هنا النسبة الى المسيح المنقذ، تقوم على فكرة خلاصية تستبطن في اعماقها ترتيبات اجرائية، تستهدف في محصلتها سحق ملايين البشر في معارك مدعاة، كما تتحرك لانجاز (مقدمات ضرورية مبتدعة) يتمحور معظمها على عملية تحطيم منظم لكل المعالم العقائدية في شرقنا، وينخرط مطبعو الشرق (جهلاً أو علماً) في حيثيات هذا الامتداد الديني الذي يتسربل بلباس سياسي وامني، ويتحدث عن مصالح وشراكات اقتصادية وامنية، وهي امور خادعة ليس لها اي قيمة في منظور المخطط الاكبر لهذا الامتداد الديني النشط.

اننا الآن في لحظة صراع استثنائية حول (الراية والغاية)، وان دوراً إستثنائياً يلزم العقائدين في مواصلة بناء وعي تحصيني حول هذا الزحف الزلزالي ، الذي صار الحكام يقدمونه الى الشعوب بوصفه ، أنجع الوصفات التي توصل لها العقل السياسي .

يوشك الشرق ان تصطك فيه الرايات والغايات في مجلدة حمراء، لا تنجلي الغبرة فيها إلا وقد عقد لواء الحمد ، وسقط الهيكل المزعوم ونادى المنادي في الافاق (حي على خير العمل)./انتهى

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار