26
سبتمتبر
2020
وقت الثمرة والكصاص... جمع التمر ... حيدر الحاتم / البصرة
نشر منذ Sep 26 20 am30 06:10 AM - عدد المشاهدات : 649

هذه الأيام هي وقت نضج ثمار النخيل واستواء التمر وأكتمال العثوق (العذوق) تماما وعندها نبدأ بالحصاد أو الكصاص أو وقت الثمرة ..وهو الإستعداد الكامل لجني محصول التمر حيث نقوم بجلب حصران من الخوص أو من القماش القوى (الجتري) ونبسطه أسفل النخلة من كل الأوجه ثم يصعد الكاصوص فيقوم بقطع العذوق والقاءها على هذه الحصيرة وكذلك تنظيف النخلة من السعف والكرب والعسك القديم والنزول للصعود لنخلة اخرى وهنا فورا يبادر كادر مخصص لتخليص التمر من العذوق ويبقى التمر وحده على السفرة الحصيرة وينظف سريعا يلكط من الحشف غير النافع ثم يفرغ في( جلة) أو( زبيل) وهو إناء من الخوص كالكيس مهيأ لهذه العملية وعندها تنقل الحصيرة( السفرة) لنخلة أخرى وأخرى وأخرى بشكل سريع جدا وهناك نساء عاملات بالأجر يقمن بنقل التمر في الجلل والزبلان علئ رؤوسهن الئ( اليوخان ) وهو مكان تجمع فيه التمور بشكل أكوام كل حسب نوعه ودرجة جودته صنف أول صنف ثاني صنف ثالث

وكذلك النوع هذا تمر ساير وهذا حلاوي وهذا خضراوي وهذا بريم وهذا برحي وهذا ديري وهذا جبجاب وهذا بوبكي، أصابع العروس، ، دكل.....

وهناك شباب وبنات مهمتهم جمع السعف بشكل شدة تسمى (كاره) أما السعف الآخر يسمى (الكصاميل) فهو نصف السعفة وفيها كربة وكذلك يجمع الكرب فيما بعد ويربط بشدة ذات ثلاث بنود لأن (مدوار) الكرب دومه مبروص أي لايثبت وثاقه أبدا لأختلاف الحجم بين الرأس والطرف والحجم.

كذلك يجمع (العسك) وهو عثق النخلة الفارغ بلا تمر وحتى الليف يجمع وأيضا بعض السعف الأخضر ليعمل منه بعض الأعمال من الخوص.

هذه العملية لجني المحصول تستمر من الصباح الباكر حوالي الساعة السادسة وتنتهي عند الساعة الحادية عشر ظهرا ويذهب الكاصوص للراحة وتبقى عملية جمع الحاصل وجمع بقايا النخلة على الكادر الآخر.

ثم تعود الجموع عصرا لألتقاط كل التمر الذي انتشر بأرض البستان الطواشه ولايترك شيئا مطلقا حتى الحشف يجمع ثم يؤخذ للدار لأنتقاء التمر الجيد من الرديء الذي يذهب كعلف الحيوانات

وتتكرر هذه العملية المباركة في اليوم التالي والأيام الباقية لتنتهي عملية جمع الحاصل تماما وهي كعملية الحصاد بالنسبة لمزارعي الحنطة والشعير بهمة وقوة وفرح غامر وسعادة العائلة من الأب رب العائلة الأكبر للمرأة والأبناء وتتخللها الزغاريد وبعض الدبكات والرقصات والهوسات الأهازيج الشعبية .

فاليوم عندهم عيد كبير لأنه ثمرة جهودهم المضنية التي بذلت طول الفترة من التلقيح الى الكصاص.

وحتما هناك عونة من الجمع فاليوم عند بيت آل حاتم وغدا عند بيت آل زويد وبعدها عند بيت آل حمزة ثم عند بيت آل حمادي وهكذا.

بعد تجميع كل التمور يعزل تمر خاص لأستخدام البيت للأكل وكذلك تمر الهدايا الخاصة. بعدها يوزن التمر بعد وضعه بصناديق من الخشب ثم أصبحت فيما بعد من البلاستيك ويكون كل أربعة صناديق تساوي منا واحدا (والأمن) قياس وزن قديم يساوي ٦٤ كيلو غراما بالتمام أي ١٦ كيلوغراما  لكل صندوق تمر وهو درجة أولئ وليس فيه حشف أو تمر ناشف يابس أو تمرة معطوبة (فاسي عليهه ابو بكيع) .... وبعد الجمع والرصف قرب المشرعة تأتي الزوارق المسماة (مهيله) وتحمل بها الصناديق حسب قدرتها وأمتلائها وقدرتها الأستيعابية وقد يكون أكثر من رحلة لهذا الزورق الكبير الأشبه بالسفينة كونه زورق كبير عريض من الوسط وليس انسيابي الحركة كغيره أو بالزورق (البلم العشاري ) ومن ثم تؤخذ الصناديق الى (الجراديغ) مكابس التمر لتهيئتها للتصدير.

هذه الرحلة المباركة هي عرس جميل وأفراحا للفلاحين والتجار وجميع من يعمل بالنخيل والتمور حتى العمال والعاملات الذين يأتون للعمل من المحافظات الأخرى كونه موسم عمل كبير وفيه أجر جيد وعمل وخير وحطب وغذاء وقد كانت هناك رحلات عمل تأتي العوائل من محافظات اخرى لترابط في بيوت من القصب قريبا من بساتين النخيل للعمل في موسم الثمرة جني المحاصيل.

رحم الله عمتنا النخلة أعطتنا الكثير....

رحم الله كل أهلنا الذين عملوا وأفلحوا بالأرض وبالنخيل ومازالت تلك الأيام الجميلة في مخيلتي وكأنها كانت بالأمس ولن انسى هذه الإفراح منذ الطلع  طلع النخيل بدايات البراعم وحتى التمر وبيعه./انتهى

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار