17
سبتمتبر
2020
النمو الفكري والواقع المتردي في بناء المنظومة المؤسساتية .... بقلم اكرم التميمي / ناصرية
نشر منذ Sep 17 20 pm30 05:31 PM - عدد المشاهدات : 427

     يعد العراق من بين أكثر الدول العربية التي شهدت تحولات وأحداث سياسية عنيفة منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة في العشرينيات من القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر وقد كان لهذه التحولات والإحداث بقدر ارتباطها باعتبارات المصالح والسياسات والتحالفات الدولية والإقليمية من جهة وتضارب أو تلاقي أفكار وأهداف الإطراف والقوى السياسية العراقية المختلفة من جهة أخرى في كيفية إدارة شؤون الدولة أثاراً شملت مجمل نواحي الحياة في العراق ومن بينها النواحي السياسية التي يمكن أن تعبر عنها بدلالة الفاعلية السياسية والاستقرار السياسي.  وبالتالي   فقد  عكست الانقلابات  العسكرية  جملة من  التناقضات  في الساحة السياسية  والاقتصادية .

 ولم يكن  التفكير بمعالم المتغيرات السياسية وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي الا اشارة للاهتمام بتلك  لدى كثير من الباحثين والمثقفين حيث تتمثل تلك الانعكاسات بسلوك الفرد وبتأكيد ونفس مساحة أو حجم مكانته أو وضعه الاجتماعي وكما هو واضح في المجتمعات التي شهدت هذه المتغيرات حيث تتناسب طرديا مع الوعي العام للفرد ولذلك  عند تصاعد التطور في الواقع الاقتصادي سيتزايد النمو الثقافي والتوعوي بما ينسجم مع مكانة التطور حيث دأب الفكر  الإنساني منذ فترة زمنية طويلة على اعتماد الحداثة في ممارسة الحياة اليومية وفق الموروثات الموضوعية التي يمتلكها   الفرد وعلى أسس ومرتكزات  بيئية  تتجسد  في  الجانب  التربوي والاجتماعي  والاقتصادي  فضلا عن تأثيرات  الفضاء السياسي  للمراحل  التي يمر بها  . ولابد من الاخذ بنظر الاعتبار  الفئة العمرية  التي  تمسك بزمام التغيير .

التأثيرات الجانبية  للصراعات الطائفية /

يرى جميع  المحللين السياسيين إن الطائفية هي من أخطر الأمراض التي تصيب المجتمعات غير المستقرة في المسار السياسي والاقتصادي  ولان العمل الليبرالي في القوى السياسية بدأ ينتشر وفي النظم التعددية لذا يعتبر مشروع الطائفية هو من الفيروسات المؤثرة على سير العملية السياسية. وفي   نفس الوقت يعمل المحتل على نفس الوتيرة لغرض خلق الفراغ السياسي في الساحة. وبالتالي  المستفيد  الأول  هي الجهات  الطامعة في  ثروات  البلد  .لذا  يتطلب  الأمر  أن  تكون  المنظومة  المؤسساتية  راسخة  ومهنية  بعيدة كل  البعد  عن  الجانب  الطائفي  والمحاصصاتي كي  تأخذ  مسارها  الطبيعي  حتى  وإن  تغيرت  الحكومات  .كما  تعتمد  تلك  المنظومة  على  إستراتيجية  واضحة  وفتح  مراكز  تطويرية  بشكل  متواصل  لتطوير  الكوادر  باستمرار  .اي  بمعنى  إبعاد  المؤسسات  جميعا  من  تدخلات  الحزبية  والطائفية ونشر  ثقافة  التسامح  وترسيخ  أسس  المهنية  بين  الأفراد  وتخصيب الروح الوطنية  بشكل  دائم  بعيدا  عن العشوائيات.


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار