4
يونيو
2020
النقد الذاتي ..بقلم المحامي علاء صابر الموسوي
نشر منذ Jun 04 20 am30 08:59 AM - عدد المشاهدات : 1483

المراد  (بالنقد الذاتي ) نقدك لنفسك بنفسك. فأنت حينما تتردد على المرآة بين الحين والحين. تتفرس اي نفسك  في عيوبها وثغراتها ونواقصها لتصلح مايمكن إصلاحه من قبل أن تخرج إلى الناس وان  تركت تلك العيوب على حالها فلا يسكتوا عن انتقادك.

هذا يعني أنك اول ناقد لنفسك. وبقدر ماتكون دقيقا وصريحا معها تتقلص دائرة النقد الخارجي. فالناس ينتقدونك اذا أهملت نفسك. أما إذا كنت قد هذبتها جيدا. وتعبت في تربيتها جيدا. فإن ذلك سيكون موضع ثناء الناس وليس انتقادهم.

إذا  (انقد نفسك بنفسك ) .والنقد الذاتي في حقيقته من مظاهر  (جهاد النفس ) الذي يسمى ب(الجهاد الأكبر ) ولذا جاء في الحديث :(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا  وزنوها قبل أن توزنوا. فإن الناقد بصير ) .أي أن الله سبحانه وتعالى لاتخفى عليه خافية وهو مطلع على السرائر كلها. (ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .

فالله  (ناقد بصير ) يعلم السر وأخفى. فقد تظهر للناس بمظهر مغاير لحقيقتك. وقد تخذلهم فيصدقونك. لكنك في هذه اللحظة بالذات التي تخدع فيها الناس تقف مكشوفا تماما بين يدي رب العالمين. وهذا هو الذي يجعل  (المؤمن ) (التقي ) (الصالح ) يراقب  (الكاميرا الخفية ) دائما. لأنه يقول ويكون  في حالة نقد ذاتي. إذا لم أكن أرى الله فالله عز وجل يراني. فيستحي منه في (الخلاء )  أي في الخلوة والانفراد كما يستحيه في (الملاء) عندما يكون بين الناس.  ومن لم يعمل شيئا في الخفاء يخشى منه في العلانية عاش آمنا مطمئنا وسعيدا. وفي الحديث الشريف :(ميدانكم الأول أنفسكم إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر. وإن عجزتم عنها كنتم عن غيرها أعجز فجربوا معها الكفاح أولا ) .

هل تريد أن تعرف مدى قدرتك على النجاح الميداني وعلى تحقيق أكبر الانتصارات   ؟

أمامك نفسك. وهي تحت تصرفك. هل تستطيع أن تلجمها  ؟ هل تستطيع أن تحاسبها كما تحاسب شخصا غريبا  ؟ هل تستطيع أن تكون معها صريحا  في جلسات  المكاشفة الذاتية فلا تخفي عليها شيئا  ؟

انت الفائز الأول في هذا السباق.

يقول أبو ذر :قلت :يارسول الله  !أي الجهاد أفضل  ؟ قال: أن يجاهد الرجل نفسه وهواه  ...

 

 

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار