24
يونيو
2023
ساحة ام البروم وسط البصرة
نشر منذ 10 شهر - عدد المشاهدات : 611

البصرة / المرسى نيوز

صورة توثيقية تاريخية لـ ساحة «أم البروم» في منطقة العشار في البصرة وأخذت الساحة أسمها من كلمة «برم» وهو القدر الكبير فقد نصب الحاج محمود باشا الملاك ( أحد وجهاء البصرة ) خلال المجاعة الكبيرة التي حدثت في عام 1875 قدور كبيرة لأجل إطعام الناس وسميت منذ ذلك الحين «ام البروم» أما المؤرخ حامد البازي ( 1920- 1995 ) يُرجّح هذه الرواية على روايةٍ ثانية تفيد بأنه كان يعمل في الساحة عمال يبرمون ( يفتلون ) حبال السفن لكن الباحث اللغوي والتاريخي حامد الظالمي قال إن الساحة نالت أسمها في الأغلب من ( البروم ) وهي أوعيةٌ كبيرة كانت توضع فيها جثث الموتى تمهيداً لنقلها نهرياً إلى النجف لدفنها هناك وعند أحتلال القوات البريطانية للبصرة خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914 أطلق اسم «فيكتوريا» على جزءٍ من الساحة تيمناً بملكتهم «ألكساندرا فيكتوريا» وخلال الحكم الملكي قررت البلدية عام 1934 تسميتها بحديقة الملك فيصل الأول تخليداً لذكراه كأول ملك للعراق وبعد إسقاط النظام الملكي وإحلال النظام الجمهوري عام 1958 صارت الساحة تسمى ( حديقة الشعب ) إلا أن هذه المسميات ذات الأبعاد السياسية لم تتجاوز حدود الخرائط الإدارية والمخاطبات الرسمية فالناس في البصرة لا يذكرون الساحة إلا باسمها القديم «أم البروم» ..

 وكانت أم البروم مقبرة ومع التوسّع العمراني قررت البلدية عام 1933 منع الدفن فيها وتحويلها إلى حديقةٍ عامة سميت حديقة الملك فيصل الأول وكانت تمتد إلى نهر الخندق ولكن البناء والزحف العمراني أنهى الحديقة لتقام مكانها مجموعة من الكراجات التابعة للبلدية ومبنى «الاتصالات» ويروي متصرّف ( محافظ ) البصرة آنذاك خلال تلك الفترة «تحسين علي» في مذكراته أن المقبرة كانت تسبب الرعب للأطفال والنساء الساكنين في بيوتٍ محيطة بها فواجهت رجل دينٍ بارز وأبلغته عدم إمكان بقائها مقبرة تتوّسط البيوت فأجابني بأنها ليست خاصة بطائفةٍ معينة وإنما للفقراء من أبناء البصرة فأمرت البلدية بالبحث عن بستانٍ مهجور ليكون مقبرةً بديلة ثم طلبت من البلدية تسوية القبور وإقامة حديقة عامة وفي غضون أعوام قليلة صارت الحديقة متنفساً فسيحاً مزداناً بأشجار السدر والبرهام والكالبتوس ..

وكانت ساحة أم البروم ملتقى عدة طرق كما كانت الساحة تزدحم بالمحلات ودور السينما مثل سينما الكرنك وسينما الوطني قبل أنتقالها إلى شارع الوطن وكذلك سينما «الحمراء الشتوي» وسينما الأندلس الصيفي وغيرها شهدت الساحة العديد من الأحداث السياسية فكان موقعها هو المكان الذي أنزل فيهِ الجيش البريطاني قواتهِ أثناء أحداث ثورة مايس في عام 1941 كما شهدت الساحة تظاهرات عامة عام 1948 على أثر ابرام معاهدة بورتسموث وكذلك تظاهرات عام 1953 ضد البريطانيين وتظاهرات عمال النفط في عام 1954 وغيرها من الأحداث وكان للشاعر بدر شاكر السياب قصيدة بعنوان ( أم البروم ) يروي فيها بحزنٍ واستنكار كيف لفظ التوسع العمراني المقبرة وهي ليست المقبرة الوحيدة التي طمسها الزحف العمراني إنما واحدة من أصل 37 مقبرة في المدينة أكثرها تلاشت خلال القرن الماضي تحت أسس المباني وإسفلت الشوارع .. 

ومع التزاحم على الأراضي الشاغرة في مركز المدينة لم تصمد الحديقة إذ قُضمت منها مساحة لإنشاء مديرية للبريد وتم إشغال مساحة أخرى منها كمرأب لوسائل النقل الجماعي ومع إنشاء عدد من صالات السينما والمقاهي والحانات والمطاعم والفنادق في جوارها طغى الجانب الترفيهي والتجاري على الساحة وانحسرت المساحات الخضراء تدريجياً حتى غدت ساحة أم البروم ذكرى حديقة عامة وفي الوقت الحالي لم تعد الساحة تكتسب أهمية سياحية أو قيمة ترفيهية فقد حلّت محلها أمور أخرى ./ انتهى

منقول

 


صور مرفقة






أخبار متعلقة
تابعنا على الفيس بوك
استطلاع رأى

عدد الأصوات : 0

أخبار