|
16
يوليو
2020
|
السرقة من بنات الهوى ... بقلم ... هادي جلو مرعي
نشر منذ Jul 16 20 am31 08:45 AM - عدد المشاهدات : 400
|
بغداد /
المرسى نيوز
وفقا للتصنيف
الديني ، وهو الصحيح فإن المال على أربعة أوجه كلها في النار وواحد في الجنة.
الأول : ما يأتي
من حرام ، وينفق في حرام ، ومثاله أن تسرق من اموال الشعب العراقي كما هو المستساغ
هذه الأيام ، وهو حرام ، وتنفق تلك الأموال في ملهى في بيروت مثلا ، وهو حرام أيضا
فهو في النار.
الثاني : ما يأتي
من حرام ، وينفق في حلال كأن تسرق وتنفق على الفقراء ، فلا يجوز إنفاق الحرام في
الحلال لأنك ستكون إرتكبت جريمتين ، سرقت حراما ، وأطعمت غافلاً منه فهذا المال في
النار.
الثالث: ما يأتي
من حلال ، وينفق في الحرام كأن تجتهد وتعمل ، وتكد ثم تنفق ما تكسبه في الحرام
كعمل الموبقات والأفعال المؤذية وسواها فهو في النار.
الرابع: ما يأتي
من حلال وينفق في حلال فليس فيه من جدال.
في مرة
إستوقفت سيارة أجرة ، وجلست الى جانب السائق الشاب ، وكان يبدو مغروراً، ولكنه كان
ودوداً ، ويتحدث عن منجزاته الخاصة ، ومنها إنه يعمل في الليل عند البارات
والملاهي الليلية طمعاً في أن يستأجره السكارى ليحصل على نقود جيدة ، وفي ليلة
إستوقفه شاب ومعه فتاة عند ملهى في الكرادة ، وطلب منه أن يقلها الى جانب الكرخ ،
وإتفق معه على مبلغ الأجرة ، وكانت عشرة آلاف دينار عراقي ، أي ما يعادل تسعة
دولارات ، وفتح الشاب الباب الخلفي ، وأجلس البنت ، ودفع إليه بالأجرة كاملة ،
وإنطلق السائق متوجهاً الى جانب الكرخ عبر جسر الملكة عالية (رحمها الله) الذي
سماه الإنقلابيون لاحقاً بإسم الجمهورية ، وفجأة تكلمت البنت ، وكأنها تصحو من
سبات ، وسألته : عفواً شكد الأجرة يا ولد ؟ فإنتظر لبرهة عرف خلالها أنها سكرانة
على الآخر، ورد بسرعة : عشرة آلاف دينار عيني ، ففتحت حقيبتها ودفعت له العشرة
آلاف دينار ، ومضى على طريق مطار المثنى ، وما هي إلا دقائق حتى نادته بصوت رخيم
وخافت مثل شمس بغداد الخافتة والقاتلة في ذات الوقت : عيني شكد الكروة ؟ فرد :
عشرة آلاف عيني ، ودفعت له المبلغ.
وصل السائق
ببنت الهوى الى قرب منزلها ، ونزلت ( تتطوطح ) وكانت نذالته في أعلى مستوياتها ،
ونادى عليها من خلال زجاج النافذة المفتوح : الكروة عيني ! فردت ، مو إنطيتك قبل
شوي ؟ فقال : لا عيني ما إنطيتيني ، ففتحت المسكينة حقيبتها ودفعت له بعشرة آلاف
دينار ، وبلغ مقدار ما تحصل عليه في المشوار النحس ده خمسين ألف دينار ، ثم قال لي
مبتسماً فرحاً بإنجازه ، تدري أنا خالي أخو أمي مسؤول حماية فلان بن فلان ، قلت له
: صدك ، ما شاء الله والنعم منك ، ومن خالك… ثلثين الولد عالخال… ياريت المسؤول ما
يرجع يتطوطح وخالك (يقطه).